Wednesday 13 August 2014

مقال: مساجد البروباجندا || هبه حداد

Share on Tumblr

ربما لن يتوقف طموح دولة الإمارات العربية المتحدة في جذب انظار العالم إلي ما تقوم ببناءه من مستقبل “واعــد /او ــر” , فدأبت على تنفيذ عمليات استجلاب لأحسن الخبرات و العقول الموجودة بالشرق الاوسط و اوروبا لكي يشاركوا في صنع مجد الأمارات وتلميع إرث حكامها , والذي تضمن ذلك علماء و كتاب و سياسين و رجال اقتصاد و صناعة و رؤوس أموال وفنانين عالميين كالمغنية العالمية الشهيرة “بيونسي” التي بات من المقرر سنويا إقامة حفل غنائي كبير بإمارة “دبي” ضمن جولتها السنوية حول العالم يتضمن افخر و احدث اغانيها, وذلك لما تتمع به إمارة دبي وما حولها من الإمارات من عنصر جذب سياحي مميز وتمركز لجاليات اجنبية هائلة الاعداد تمثل الكتلة الكبيرة لتمويل مثل هذه الحفلات, بخلاف أهل البلد من المواطنين الإمارتيين بالطبع.

كما استمرت جهود حكومة الإمارات متمثلة في امراء المقاطعات بالتصاعد في إطار السعي وراء التفرد و التميز بكافة المجالات ومنها ما قامت به من تدشين و بناء وتوسعة عدد لا يحصى من مساجد , من المفترض, أن يذكر فيها اسم الله ويٌحمد على جزيل نعمه التي ارسلها بلا حساب , والتي اتضحت في حالتنا هذه انها ربما بلا استحقاق يُذكر, اللهم ما تتضمنه الحكمة الألهية في تمييز العمل و اختبار الصنيع التي تعجز عقولنا دوما عن إداركه. فمع اهتمام الحكومة الإمارتية بعمارة المساجد والتطاول في بنيانها مثلها كمثل الصروح الفخمة التي شيدوها للفخر تارة او لله تارة اخري, عملوا على تطوير العمل بتلك “الصروح الدينية” من استقدام قراء كتاب الله و الأئمة و علماء الدين من دول كثيرة , علما بإن علماء الأزهر حظوا من تلك الحسبة بالنصيب الأكبر, وامتد النشاط الدعوي , او ربما قد هٌيىء لنا ذلك , بالأستحواذ على مسابقات حفظ القرآن الكريم , وتقديم الجوائز العينية والنفسية ومحاضرات دورية للتعريف بمنزلة الإمارات, وكلها عوامل ساهمت في رفع قدر دولة الإمارات العربية كدولة كرائد للعمل الدوعي “على الاقل ظاهريا” بمنطقة !

إلا Hن الحاجة إلي الاستعانة بإحدى اشهر نجمات الغناء والإستعراض في العالم من اجل “الترويج” لصورة معوجة من التآلف لسماحة الدين الإسلامي مع باقي الديانات ربما هو الحدث الأغرب نظرا لأختلاط معاني “سماحة الإسلام” و”البروباجندا” و “منين يودى لفين” والتي تجسدت في مجموعة من الصور لمطربة البوب الأمريكية “ريانا” نشرتها صحف عالمية كثيرة منهم الموقع الالكتروني لجريدة الـ MailOnline البريطانية, حيث قامت “ريانا” بإرتداء فيما يشبه الــ “Jumpsuit ” مغطية من اعلى رأسها لأسفل قدميها فيما تم إلتقاط عددا من الصور “الوضعية” لها امام اكبر مساجد ابوظبي! ورغم محاولات “ريانا” الحثيثة بالتحفظ حيث قامت الجريدة بالتعليق والثناء على تخليها عن حريتها بإرتداء ما اعتادته من ملابس متحررة واصفة اياها بالـ “محترمة”, إلا انها لم تستطع ان تقاوم غرابة الصرعة بالوقوف امام عدسات مصورها الشخصي في عددِ من الوقفات الإغرائية! وعلى صعيد أخر لم يكترث احدا ان يعلق على اختيارها باحة مسجد الشيخ زايد بأمارة أبو ظبي بالتحديد من اجل إلتقاط مثل تلك الصور, لكن يبقي السؤال هنا قائما , “ريانا” تنازلت عن ما تراه مبدئا باختيار ملابس محتشمة من اجل الظهور بمظهر “متخفظ” يتناسب و وقار الخلفية التي قررت الوقوف بباحتها ونحن حقيقية نقدر لها ذلك كثيرا, لكن, من ايضا تخلى عن مبادئه بالسماح لها بالتصوير “نائمة متمايلة بميوعة” بنفس الباحة!

ولنا في قول الله تعالى في كتابه الكريم “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” التوبة (18) القول الفصل فيما يتعلق بأمور “مساجد البروباجندا” , اما المحترمة “ريانا” , فلا يسعنا إلا ان نقول لها “اللهم قوي إيمانك” !!

مجموعة الصور كاملة:
http://www.dailymail.co.uk/tvshowbiz/article-2467811/Rihannas-taking-risk-covers-Abu-Dhabi-posing-outside-mosque.html

No comments: