Tuesday 23 April 2013

مقال: نساء فعلنها They did it || هبه حداد

Share on Tumblr
من المدهش ان تعرف ان جسر بروكلين (Brooklyn Bridge) في نيويورك المقام على النهر الغربي(The East River) هو واحدا من تصاميم مهندس الطرق و الجسور الالماني المهاجر John Roebling و الذى كان يعمل سابقا في الامبراطورية الايرانية قبل العام 1850م , وهاجر إلي امريكا و انشأ بها 3 جسور هم (جسر بنسيلفينيا العلوي) , (جسر واكو بتكساس) , (جسر جون رويبلنج ب Cincinnati -Ohio) , وعندما بدأ رويبلنج في اخذ المساحات لجسر بروكلينج , اصدمت الفلوكة التى استخدمها لعبور النهر الغربي باحد قمم الثلوج الطافية فهرست مقدمة الفلوكة قدمه و جرح جرحا عميقا , ادى إلي اصابته بالتاتينوس و موته بعيد تلك الحادثة بقليل. وكان قد اوصى ابنه.

Washington Robeling ببدء اعمال البناء , فاستلم الابن المهمة و لكنه اصيب بعد برهة بداء الغواص لتواجده المستمر في جو رطب على حافة النهر و استنشاقه بارود الحديد المصهور, كما مات العديد من العاملين لنفس الداء, فاقعده المرض بالفراش لا يقوى على شىء , فاستملت زوجته Emily Roebling العمل والتى كانت زوجة وربة بيت لا تفقه فى امور الهندسة و البناء شيئا و لكن باشراف من زوجها القعيد , غدت حلقة الوصل بين زوجها و مهندسى التنفيذ و العمال بموقع البناء , و استمرت لاحدى عشر عاما تدرس الرياضيات و المساحة و الرسم الهندسى بتلقين من زوجها حتى اتقنت فهم رسوماته الهندسية و اشرفت على تنفيذ بناءها. لم يحالف الحظ الزوج Washington Robeling ليرى نتيجه ما انجزه خلال زوجته من روعة بناء, و توفي قبل افتتاح الجسر ببعض شهور. و عندما انتهى البناء كانت Emily Roebling اول من مشى على جسر بروكلين عام 1903م.

يذخر تاريخنا العربي حتما بالعديد من Emily Roebling , لكنهن لم يحظين بنفس الاهتمام او المعرفة.

قصة: The Glasgow Mannequin || هبه حداد

Share on Tumblr


مرت تلك المرأة اثناء تمشيتها بالحديقة بجوار ذلك الهيكل العاجي وقد تفسخ في منتصفه ، فهالها منظره قائلة ، مابالهم هذه الايام يلقون بقمامتهم في اماكن التنزه ، فأسرعت لتتخطاه ، إذ بإبنتها صائحة " اماه لماذا ينزف التمثال من انفه وفمه"!!!

Friday 5 April 2013

قصة: سلمى ... الجزء الثاني || هبه حداد

Share on Tumblr


في صيف عام 1992 ولدت "سلمى" و اخاها "فريدو" في لشبونه بوسط البرتغال بأحدى البيوت الفارهة المطلعة على احد اجمل مزارع الزيتون المحتضة امواج الأطلسى في الصيف و نازحة عنه في الشتاء. كان لعام الغزو اثره على مولد التوأمين , فأبوهما "فيصل" كويتى لأم اسبانية كان يدرس الفلسفة الرومانية بجامعة برشلونه , حيث التقى هناك بأمهما , "جراناتا ايمانويل" برتغالية لأم أردنية, حمراء البياض زيتونة العينين ممشوقة تميل بخاصرتها كلما تحدثت وكأنها تفرض لغة جسدها قبل عقلها , ضحكتها تبدو خجولة للوهلة الأولي و لكنها تنم عن عظيم شجاعة.

قصة: سلمى ... الجزء الأول || هبه حداد

Share on Tumblr





تدخل سلمي احد المحال التجارية بسوق راق مزدحم ذات مساء بينما ينتظرها اخوها بالخارج متأففا يبدو على عجلة من أمره يشير إليها مرة تلو الأخري باشارات محذرة ان انجزي ما تفعلين والا تركتك.

Friday 22 March 2013

خاطرة: كل عام وانتى الحب يا أمى || هبه حداد

Share on Tumblr

أمي الحبيبة منعتني الغربة عن عناقك وتقبيل يديكي الجميلتين و النظر لشاطئ عينيكي البريئتين ، ولكن حدود عزلتي الاختيارية الإجبارية لم تمنع قلبي من الطواف حول هالات حبك العتيق وقلبك الرفيق و الوقوف بين جميل صنائعك و السعي بين احن ذكرياتنا و رجم الغربة وقد فرقتنا ولو لزمن هي والظروف ، فالاجر والثواب عني واخوتي من الله لك موصول غير مقطوع بالدنيا والآخرة اااامين...

هبه حداد 






Friday 1 March 2013

خاطرة: تهنئة صباحية || هبه حداد

Share on Tumblr
انه صباح جديد ، ملئ برغبتنا القوية والملحة علي الحياة ، بكل ما فيها وقراءتها وكأنها كتاب مفتوح متغافلين عن تلك المصاعب التي نقابلها لان قلوبنا يحدوها الأمل نحو الدرب المنير بأشعة شمس الشتاء الحميمة ، فنسير فيه متنسمين هواء فبراير العليل و البهجة تعود لمحيانا متذكرين أوقات واقوال عشناها بذاك الدرب العتيق. ولابد ان تكون قلوبنا بيضاء مثل النهار لنستقبله كل يوم وكأنها ولدت لتوها....صباح الخير...



خاطرة: لحظات الترقب || هبه حداد

Share on Tumblr

اترقب قدومك نحو الأفق ، ارتشف من فنجاني بعضا من الأماني اليومية ، أعيش مؤقتا بعضا من الزمان هاربة من تلك الذكري ، و اتخيلك أمامي واقفا تتحدث والغضب ملأ وجهك ويداك تتوعدني بالرحيل والنسيان و لاتكاد تكمل كلماتك الا ووجهك قد اختفي وللأبد، فابتلع رشفتي وعيناي ترفضان الدموع عندما تمر تلك النقطة امام نافذتي، اسم مجهول.


Sunday 10 February 2013

خاطرة: ذكريات صيف || هبه حداد

Share on Tumblr
اتذكر! اتذكر ذلك الصيف الذي جمعنا ذات مرة علي شاطئ البحر العارم ، والأمواج المتلاطمات هدمت بيوتا بنيناها من الطين علي الشاطئ ، لم تكن مجرد بيوت ، كانت آمالنا واحلامنا و ايام قادمات تمنيناها ونحن برفقة ذلك البحر بعيدا عن كل الصخب والحياة المجنونة . كنا نبني للبحر أحلامنا ليأخذها بعيدا ويحتفظ بها في باطنه السحيق مودعينها باللملمات والعناق والضحكات البريئة ، كنا نركض وراء الأمواج المنحسرة مسرعين فتغمر اقدامنا المياه الدافئة تدغدغ مخيلتنا الخصبة فنغوص فيها او ربما هي من غاصت فينا ، ترفعنا وتغمرنا والريح والشمس شاهدين علي صدق ونبل ما قد كان ، نحتضن بعضنا بدفء وسعادة و عيوننا تبتعد عن الشاطئ فنخاف ان نضل طريق العودة داخل بحر أحلامنا الحبيب ولكنه كان يقاسمنا الحب فيرمي بموجة تحملنا برعاية فتقذفنا عالشاطئ من جديد وسط ضحكاتنا المالحة الغريقة . أحلام بريئة عشناها يا أختي الحبيبة واتمني ان نعيشها مجددا قريبا.





Friday 8 February 2013

خاطرة: مظلة لا تعمل || هبه حداد

Share on Tumblr
نسيت مظلتي في يوم ماطر ، مشيت الملم حبات السماء علي راسي وعنقي، و شردت افكر في المطر، كيف جمعنا يوم وكيف فرقنا ايام ، وكنت بجواري تحمل المظلة ، ليس لها عمل الان ، فانت كنت مظلتي في أيامي الباردة المطيرة ، وحين قررت الذهاب ، أخذت الأمان والدفء سويا ، وتركتني مع مظلة لا تعمل و مطر ..


خاطرة: الظنون || هبه حداد

Share on Tumblr
تشغلني الدنيا بكل مجرياتها و آتيه في وسط الظنون احلم وأحلم بمن قلبي يهفو إليه ، أضيع في ارض اوهامي مسبلة عيوني لا أبالي فهو شعور بالرغم من خطورته جميل و دافئ ، لا يمنعني عنه الا اكبر مخاوفي وهو الوقت. ذلك الأناني الذي يجمعنا و يفرقنا علي ما يحلو له هواه و نكاد لا نتجرع كؤوس المحبة الا وها قد افرغناها ثانية وكلنا عطش للقاء من جديد ، و الحنين حائرا بيننا يقف بلا حيلة فهو مثلنا لا يملك من أمره شيئا ، و الامر كله مرهون بلقاء ... لقاء سرمدي يأخذنا إلي نعيم الصحبة و فردوس الأحبة و هناك نغلق من وراءنا كل باب ولا نعود....


قصة قصيرة: The Lily Flower || هبه حداد

Share on Tumblr
A short story by Heba Haddad (writen in NOV. 2010)

Chapter 1:  One coincidence is better than thousand of dates.

It was an early morning when Mohammed was coming from his daily swimming hour going back to his apartment wearing a boxer. Mohammed was a good athletic swimmer although he had not revealed  about that  before traveling to work in Hurghada, Egypt in the beginning of 1966 in order to work as an English teacher in a secondary school.  He used to swim and play bodybuilding in a daily base; back to those days not all of the people were interested in sport as a daily habit.

قصة قصيرة: ذوو الأقدام الثقيلة || هبه حداد

Share on Tumblr
يقف الصبي شعره منفوش بلون عسل النحل و عيون كلون مرج اخضر بات فى احضان ليله ممطرة , يمسك باحدى يديه كسره من الخبز و بيد اخري ورقة مكتوب عليه اسم والديه , يبكى و هو ينهش كسره الخبز فى صف طويل , وراءه و امامه صبيان بنفس العمر او ربما اكبر فهو لا يعلم سوى انهم وجوهوه نحو هذا الصف وقالوا له قف هاهنا وامسك هذه الورقة. مذعننا وقف بلا حيله سوى دموع تبدو ساخنه على وجه شارد و فم يتلوى ببطء ماضغا كسره الخبز!  يدور بنظره بين زوايا المكان و صراخ الصبيان من حوله قد تلاشى , يتذكر بيتا ريفيا لاتدل محتوياته على كثير غنى ولكنها حوت عناصر الدفء و المحبة في ام تلمه و تلثمه حينما يهرع إليها راجيا لقمه و اب يعلمه كيف يعقد رباط حذاءه المهتريء و بعض الزريعات يسقيهن وكأنهن مرج فسيح و امسية عالعشاء تليها غناوى بريئة و نوم مسترخى سعيد , و ... اجتياح وام تركض لاهثة تختطفه من فراشه كما يخطف الطير وليده هاربا نحو السماء , ولكن الارض ليست كالسماء , وما يقدران عليه جناحى الطير لم تقدر عليه قدمى هذه المرأه فعالجتها نيران فانهار جناحاها و اسقطت ابنها كما يسقط دلو الماء ساكبا ما فيه , سقط الصبى ولم يعرف وقتها مالذى يحدث سوى صرخات و نساء تولول واب بالجهة الاخرى من الشارع قد نال نصيبه من الفاجعة فاغرا فاه وكأنه ينادى.. بعدها لم يتذكر شيئا سوى احدى جارات امه تسحبه من يديه ناصحا اياه بالهرولة بقدر ما يستطيع و رجالا يحملون حديدة واقدامهم ثقيلة و كأنها مبنى عالي لا يرى من صاحبها سوى بقع الطين على احذيتهم... وسماء لا تبدو صافيه كما تعود عليها و طريق طويل قضاه بين الحلم و الحقيقة راكضا ماشيا و احيانا قليله محمولا , ليجد نفسه بعد ازمان متلاحقة لم يعى حسابها يقف فى هذا الصف ... "بشار" !!! "بشار الصدفي" ... تعال النداء مرة تلو الاخرى و الصبيان ينظرون لبعضهم باستغراب تارة و باشمئزاز تارة اخرى , لعل الاسم ذكرهم بمأساتهم و ما أل إليه حالهم يقفون فى طابور باحدى مؤسسات الاغاثة على الحدود الاردنية السورية والتى ان وفرت لهم مبيتا لم توفر لهم طعاما الا كسرات الخبز, ثم ياتى رجلا ليسحب الصبى من يديه التى تحمل الوريقة صارخا فيه "ولك اطرش! شو! ما تسمع اسمك؟" !! .... لم يختلف حذاءوه فى نظر الصبى عن حذاء ذوى الاقدام الثقيلة..... 


"مأساة مخيم الزعترى للاجئين السوريين"



انسان الغابة الأسمنتية .. بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr
في احدى خطواته الاساسية نحو تحقيق ذاته , استطاع انسان العصور الحديثة ان ينجو فى مدينة الاسمنت دون اى اصابات بالغة تذكر , لكنه فقد روح المتعة فلم يعد شى يستجدى روحه الباهته من التحليق نحو الفرح الا فى لحظات قصيرة لا تعطيه اياها الايام الا بعد عناء ومكابدة , كوجبة هانئة في عصر يوم ماطر امام تلفاز يعرض فيلما ذكره بذكريات متلاشية...
او كصوت المذياع يصدع بصوت متقطع منخفض يكاد يلتحم مع مجريات حياته بايات الذكر الحكيم من قارئه المفضل , ليتفكر فى الايات و يتخيلها و يعايشها وكانه بطلها الاوحد , و لعلها اثرت عليه كاملا فاصبحت كالادمان الحلال حتى انه لا يستطيع النوم بدونها فتتحرك يداه بشكل تلقائى نحو ازراره حينما يقترب او يغدو او يروح ..لا يجد المتعة الا بعد العناء وكأنها كتبت على مصيره أن لا راحة الا بعد مكدة , ولعله ليس مصيره فقط فمما يذكر عن ابائه انهم لاقوا نفس المصير , لكنه كان الاسؤ حظا بينهم فلم يحظى بمتعة ان يسجل احدا عنه ذكرياته كما سجلها هو عن ابائه ...انسان الغابة الاسمنتيه سيهرب ذات يوم نحو ذلك المربع الاخضر ليغمس نفسه فيه لتغطى صبغته الخضراء اعالي شعره و اطراف اصابعه و حتى تلك الخواطر التى تجول برأسه تبحث عن نقطة النور , ووقتها ووقتها فقط سيحرر روحه و يكتفي بما ستقدمه له الايام ليعيش وقد تغافل عن يوما كان فيه مستضعفا شريدا يبحث عن ذاته المفقودة....
 
أقرأ المزيد من خواطري على : http://www.facebook.com/hebazpoets
هبه حداد 

 

خاطرة : تجلي ... بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr

لحظات هي ما تفصله عن الواقع ، يدور حول مركزه كالارض تلهث وراء الشمس ، ووقع الدف يعصف بخلجات قلبه كمالريح بتنورته، ولا يدري أكان هناك ، امام جمهور يستهين بدورانه المتتابع ، ام هناك متنقلا في الفراغ باحثا عن لحظات توحده ونفسه فلا يكاد يخفي ما ابداه من تيه ملوحا بيديه وكانه يرسم بالهواء مخطط رحلته الروحانيه التي لا يصدق منها شيئا ، ولا يبالي، فهي مهنته التى ورثها كما ورث الفن والفقر سويا ، ليتابع هروبه من عالمه الي عوالم اخري لا يراها الا مع انحناءات تنورته مع صدح الدف غارقين في لحظات معدودة من ال...تجلي.

أقرأ المزيد من خواطري على :  http://www.facebook.com/hebazpoets
هبه حداد 


قصة قصيرة: ايميل العيد .. بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr
ما الذى يجمعنا سوى بعض الذكريات التعيسة , عن ايام ولت و لن تعود , ربما لمن يكن لها اى مغزى فى حياتنا سويا سوى الهروب مؤقتا إلي عالم الآمال الوهمى الذى لا يحتمل لحظة مواجهة واحدة مع الواقع المرير! ذكريات يمر ماضيها كشبح مغلولا بالقيود يجرها فى لهاث محاولا الاختباء فوجوده لم يكن ابدا محبذا و ما هو إلا مزيج مشوه من صبينه الماضى و تخبط التقاليد!

بمزيج من الحيرة و الشفقة نظرت إلي إيميلاتها لترى واحدا منهم قد اتى كعادته , كما اعتاد ان يأتيها بالعيدين , الفطر , الأضحى , وكذلك مع بداية العام الجديد , بعدما كان يأتيها باستمرار كل يوم ثم تلاشت قوة الشغف او سَمِها الإدمان فأصبح كل شهر و بعدها كل موسم او عيد ! وأخرهم هذا الايميل وفحواه في كل مرة عبارة واحدة "كل عام وانتى بخير , طمنينى عنكي"!!, وتجاهلها لم يمنعه من محاولات الارسال المستميتة وكأنه يحاول الاعتذار او ربما الاستغاثة !

وصول الايميل لم يكن يعنى لها شيئا , على الاقل حاليا فلم يكن يجلب غير ذكري عانت بسببها كثيرا لتعالج الامور لصالحها منذ زمن بعيد متناسية تلك الفترة نهائيا , , "اخ : كم كنت غبية!" تحاور نفسها لتتأكد انها تردد نفس العبارات التى سمعتها مرارا ممن كانوا اطراف النزاع ! لا , لا لم يكن مجيئه محببا عالا طلاق ولكنه يروح ويأتى معبئة بدموع الدهشة تارة و الحزن تارة اخرى التى هى هدية الاعياد يحملها لها ذاك الايميل !

عشرُ سنوات ! , نعم انها عشرُ سنوات او تزيد مرت وكأنها لم تكن , منذ اخر مكالمة تليفونية شملت كل انواع التجاذب , فتارة بالتذكير بالحنين و تارة اخري بالصراخ الغاضب جراء الاخفاق للوصول إلي حل مرضى! , ومحصلتها كانت إغلاق الهاتف بين طرفين حالت دونهما عقودا من شاسع الاختلاف بين جنوب الأعراف والتقاليد وشمالهما , تلتها عشرِ سنوات من صمتها و من إلحاحه ايضا. ويالغرابة الإلحاح ولقد وأدت نهاية القصة حتى قبل ان تبدأ!

ترى ما الذى دار بحياته خلال هذه المدة و لماذا كل هذا الاصرار على سماع اخبارها ؟ ألم يكن الدرس قاسيا بما فيه الكفاية ليكرهها ويكره مثل هذه الذكرىات! تساءلت و هى تقرأ حروف عبارته مرة تلو الأخرى محاولة ايجاد ما يجيب تساؤلاتها , ولماذا الاعياد التى دأب فيها على مراسلتها بعدما مكث وقتا طويلا يكتب ويكتب و يتوسل وكأنه طفل يستجدى امه التى تنوى تركه على اعتاب ملجأ ما ! وما كانت هي لتجيبه لان الامر كان ليصبح اكثر تعقيدا لو انها اجابت , فاعتزمت منذ مدة بعيدة على غلق كل الطرق امام هذه الذكرى المشوهة وبالرغم من ذلك فان خيارات مثل البلوك والدليت و السبام لم تثنيه عن انشاء الجديد والعديد من الحسابات و ارسال ايميل العيد !!

ماذا يريد بعدما استسلم و ذهب ليتزوج من القروية التى اختارتها له عائلته نكاية فيها و تركها هى لتخوض حرب الاستقرار بعائلتها وحدها ! وهى من هى , بنت عائلة لم تمنعهم ثقافتهم و شهاداتهم اللامعة من ان تعتنق تقاليدها ابا عن جد ولا ينول شرف الزواج من نساؤهم إلا ذا حسب وشرف معروف وقريب الاطراف لا بعيدها , ناهيك عن ما لاح به مستقبلها الاكاديمى من بوادر أمله بمقاييس محددة سلفا لمن يقترب , فهى مدللة اهلها و عظيمة الرأى عندهم , او كانت قبلما يأتى هو ليفسد ذلك كله !

فى احد المؤتمرات التى كانت تعقدها الجامعة تلاقيا , و الحقيقة انها هى من بادرت بالسلام , محاولة ارشاده طريقه فى جامعة مدينتها التى لا يعرفها بعدما لاحظت عصاه الكبيرة التى يتكئ عليها ! اعاقته كانت سبب اشفاقها عليه فى بادئ الأمر , ارشدته الطريق , وتلاقيا ثانية فى المحاضرات و ثالثة فى اجتماع المشرفين و رابعة فى عشاء ختام المؤتمر وأخيرا تجاذبا اطراف الحديث , ومنه عرفت انه يدرس شهادة الماجستير فى الكيمياء و الابن الاكبر لأسرة فقيرة لا يكاد معيلها يستطيع ان يتحمل مسئولية باقى الابناء فأصبح يساعد ابيه فى حملها على كاهل متعب بالوراثة.. نمطُ لطالبٍ فقير مكافح استطاع ان يكون دارسا للماجستر تم رفض تعينه معيدا لأعاقته و اخذوا مكانه ابن فلان السليم !! قصص عن التضحية و الكفاح كانت لتلهب الحماسة المتقدة وقتها فى نفوس كليهما بأفكار التحرر و الامال البراقة , و خطط التغير نحو الأفضل لم تمكث طويلا ليكتشفا انها علاقة تبدو بالنسبة لواقعهما ساذجة وبريئة وفاشلة فى أن واحد !!

لم يكن رفض عائلتها العاصف هو اجابة طلبه فقط ولكن حرمانها من التحرك قيد انمله نحو اى مكان , أدت إلي حصار اشتدت وطأته عندما حاول ثانيا و بنفس الاصرار استلم الرد "معندناش بنات للجواز !!!" , واستمر السجال والمحاولات الفاشلة و دموع غبية منهمرة , تشعر بالإحباط احيانا و بالغضب احيانا كثيرة و القهر وقلة الحيلة طول الوقت!! استعانت هى بإفراد من عائلتها لتلين بهم قلب من رفضوه لأسباب لا يملك فيها اختيارا , لكن الغزاة ما اتوا ليغزوا ! فهم انفسهم حاوروها حول اسباب رفضه التى بدت للعاقل منطقية وللمحب كأقسى اساليب القمع , ورسموا لها الصورة المؤلمة عن المعاناة فى حالة ارتباطها به , فقر , حرمان , احساس بالنقص , ستؤدى حتما لزيجة فاشلة !! ورغم ما لاقت من عائلتها لكنها لم تسمح لقلبها ان يصيب كرامتهم بمكروه و تحملت الظيم على امل ان يأتى سببا ما يغير ما فى عقيدتهم من تقاليد راسخات.

لم يتحمل الصراع طويلا فذهب ليتزوج هو بمن اختارتها له عائلته حتى لا يضيع فى حالته التى أل إليها من حزن ووجوم و مكالمات لا طائل منها إلا مزيدا من الاحباط و ليثبت بها امام الجميع انه مطلوب وعائلات كثيرة ترنو لمصاهرته ! تناول الهاتف فى احد الايام ويديه ترتدعين وعقله يشحذ همته للمواجهة الاخيرة , اخبرها بما نوي محاولا انهاء كل شيء. انتهت مكالماتهما الاخيرة بعد سيل من اللعنات و الحسرة !! وباتت هى امام خيار واحد , رأب الصدع الذى شاب حياتها واسترجاع موقفها امام عائلتها متحدية من اجزم بفشلها يوما ما ! كانت تمشى بين جنبات الجامعة صامتة كالطرقات , تعمل ليل نهار وقد صهرت كل مجهودها بعيدا عن ما حدث , حتى بات الجميع يتسائل عن سر الشحوب بعدما كانت كالشعلة المتقدة تحمل الامل لكل درب تخطو به , وساعدها على الهروب من ملاحقة الناس طبيعة عملها المستمر فادمنت العمل هربا و راحة في أن واحد, لكن هذا لم يمنع احدى زميلاتها من مباغتتها سائلة "وكأن بصدرك فوهة عميقة " ! اشاحت بوجهها بعيد بعدما اجابتها بابتسامة خافتة "انه العمل , اعتقد انى اجهدت نفسى هذى الايام" , وعقلها الذى استلم الراية ردد قائلا "اللعنة"! , ليس علي التبرير لماذا اشعر بالحنق و الاخفاق والحزن , ألا يكفى ما انا فيه" !!

بعد شهرين من تلك المكالمة الأخيرة , ارسل لها ايميل كتب فيه اسمى ايات الاعتذار , فلم تعره انتباها , فتلاها بإرسال سيل من الايميلات , مبررا رجوعه بعد قدرته احتمال عقلية من ارتبط بها وكم انها لم تتجاوب مع طموحاته واماله , كهذا كتب مرات ومرات فى ايميلات تعلو حروفها الحسرة والضياع , ولكن متى؟ الأن؟ وبعدما فات اوانها ! فلم يعد فى حساباتها اى مجال للسذاجة او الاشفاق مرة اخرى.

وفى العيد الاخير اتت الرسالة كما هى العادة على حسابها القديم الذى تعلو صفحاته غبار سنين مضت , عمدت فتحه بالرغم من عدم اهميته و كأنها تريد ان تتساءل بين خلجات عقلها هل ارسل هذا العيد شيئا ؟ قرأته على جهازها الذكى , وجاء القرار سريعا ان تجيبه هذه المرة , لم تريد ان تفعل ذلك لتؤلمه ولكن لتطوى صفحة عشر سنوات ضاعت هباءا فى انتظار رد لن يشفى حنينه نحو القرب منها مرة اخري,

هي : كرد اخير على رسالاتك المتكررة اجيبك , لقد مر دهرا كفيلا ان ينسيك ما كان , فلماذا عناءك فى ارسال معايدات لم ولن تضيف شيئا! اصنع بنفسك معروفا وانشغل بأحوالك فلست بحاجة لسؤالك عنى , ماذا متوقع ان اجيبك برأيك؟, ولأريحك سأقوم بإغلاق هذا الحساب نهائيا

وجاءها جوابه سريعا للغاية , فقال : فقط حاولت الاطمئنان عليكى , واعدك انى لن ازعجكى مرة اخرى"

وقد كان....

أقرأ المزيد من خواطري على : http://www.facebook.com/hebazpoets 


مؤسسات الفكر الأمريكية --Think Tanks | هبه حداد

Share on Tumblr
تتمثل اهمية مراكز الفكر الأمريكية في مساعدة الساسة عامة و الإدارة الأمريكية بشكل خاص في مواكبة الأحداثوالسياسات عن طريق تقديم التقارير و الدوريات التى تناقش طبيعة السياسات المختلفة لجميع المناطق التى تربط الولايات المتحدة بها إي علاقات , مما ساعد كثيرا على توجيه سياسات الإدارات الامريكية المتعاقبة والخروج بحلول سريعة تجعلها قادرة على اتخاذ القرارات الملائمة. ولم تقتصر أهمية مراكز الفكر الأمريكية على امداد الإدارة الامريكية بتقارير تسهل عملها ولكن حاليا اصبح الأمر ممتدا ليشمل مساعدة كبرى الشركات الاقتصادية و مراكز الأبحاث و في بعض الاحيان مساعدة حكومات غربية و عربية.لقد كان مصدر المصطلح في اللغة الانكليزية هو المجال العسكري كون انطلاقة عمل هذه المؤسسات قد بدأت فيه حيث تمت استعارة المصطلح الذي يطلق على الغرفة المحصنة التي تعقد فيها اجتماعات قيادات هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون /Pentagon) و تسمى (Tank) باعتبارها موقعا" أمنا" محصنا" ضد الضربات كالدبابة (Tank) و معزولا" عن الخارج عزلا" الكترونيا" لحساسية المعلومات التي يتم تداولها فيه باعتباره منبعا" للأفكار و الخطط الإستراتيجية للقوات المسلحة و أوامر إدارة و متابعة العمليات العسكرية الرئيسية. فكان التوجه الأول عند تعريب المصطلح على إنها (دبابة الفكر) تعريبا لكلمة (Tank / دبابة) استنادا إلى ركن الوصف الصوري للمكان في أصل و مصدر المصطلح فيما نظر التوجه الأخر للجانب الوظيفي للكيان فعربه على انه كيان (مخزن / Tank) تجري فيه مناقشة و صياغة الأفكار الإستراتيجية.وتاريخيا , اثمرت الفرص الاستثنائية دخول تفكير جديد لحقل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية , حيث قامت الإدارة الامريكية باستغلال الحرب العالمية الثانية فى تعزيز علاقاتها بأوروبا و خصوصا دول الحلفاء مما انتج مجموعات من الخبراء السياسيين امريكيين و اوربيين الذين عملوا بشكل مخابراتى (intelligence) في البداية , حيث انتج هؤلاء الخبراء مجهودا كبيرة فى كتابة العديد من التقارير التى افادة السياسة الأمريكية بشأن امور كثيرة بدءا من احتلال ألمانيا إلى إنشاء الأمم المتحدة. ويعد مقال صمويل هيننغتون فى مجلة Foreign Affairs الذى احتوى على سيكولوجية التطور في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد حقبة ما تسمى بالحرب الباردة من اهم الاسهامات الفكرية التى طورت من عمل مؤسسات الفكر بشكل خاص تجاه ما يسمى بكولونية العصر الحديث , وغيره يوجد العديد من مقالات و تقارير و اسهامات من علماء وساسة ساهموا بفكرهم بتطور سياسة الولايات المتحدة الأمريكية داخليا وخارجيا , الأمر الذى جعلها على المدى البعيد رائدة تطور سياسات مركز الفكر لتصبح فيما بعد باسم استراتجيات (Strategies).و مؤسسات الفكر و الرأى بالعالم العربي لها من الاهمية بمكان , حيث يعتمد عليها صانعوا القرار فى المراكز الاستراتيجية من اجل تحليل الاحداث و مجراياتها , و لكن الامر لا يتخطى مرحلة التحليل لأي حدث وقع بالفعل , فلا يوجد من طائلة من مثل هذه المراكز فى التنبؤ بوجود حوادث مستقبلية او وضع استراتيجية تحليلية لما يسمى باستراتيجيات الازمة او التفكير بما وراء الازمة. و نجد ان مؤسسات الفكر و الرأي تواجه تحديات عديدة على المستويين العالمي والمحلي خاصة ان مثل هذه التحديات من شأنها أن تعيق تلك المركز عن استكمال دورها بكفاءة وفعالية وبالتالي فهي بحاجة ماسة إلى تنمية شاملة لقدراتها من أجل تحقيق الهدف الأساسي لمثل هذه المؤسسات. حيث ان مؤسسات الفكر العربية لا تحظى بأى مكانه لدى الحاكم العربي , حيث لا يتم الاستعانة بخبراء هذه المؤسسات داخل منظومة الحكم , ويقتصر تدخلهم فى السياسات هو مجموعة التقارير التى تصدر من مثل هذه المؤسسات و اللقاءات الصحفية و الفضائيات الاخبارية التى نشطت استعانتها بخبراء هذه المؤسسات بعد احداث الربيع العربي و ما تلاها من احداث. وبالرغم من هذا كله فلا يوجد اى تطوير لعمل الخبراء داخل هذه المؤسسات ليكونوا بمثابة منظومة استراتيجية لتفادى الاحداث السياسية المستقبلية التى قد تؤثر على الأمن الداخلي لأى دولة , ناهيك عن السياسات الخارجية لهذه الدولة مع غيرها من دول المنطقة أو العالم بشكل عام.

أقرأ البحث كاملا على : https://royalclassacd.academia.edu/DrHebaHaddad/Papers


قصة قصيرة: موت دمية || هبه حداد

Share on Tumblr

في احد الأزقة يرقد ممددا لا يستطيع الحراك ولا احد من حوله يساعده ، هكذا تركوه وحيدا وهربوا ، نسوه كما نسوا ابخس ما يملكون فرارا من الدمار والنار ، و بقي هو يحتبس أنفاسه كلما سمع صياح المارة او خطوات ثقيلة او حتي الريح تضرب النوافذ الممزقة بلا توقف، يرتجف رعبا وبردا والألم يعصف بذاكرته وقد ادمي الدمع وجنتيه، فلم يعد يتذكر ما أل اليه حال هذة الدار قبل سويعات. فولد مثله بمركز حقير للضائعين والمنبوذين وأولاد الحرام كما كان يسمع ابناء الحي والعجائز لا يري النور الا عندما كانت تخرجه في مرات قليلة مربية عجوز، لتحتضنه الشمس الحنون في نهار بارد كأم ولهت علي ابنها المحموم العائد للحياة من برزخ الموت. هو ملصق بكرسيه المدولب الخشبي الذي تصدق عليه به احد الأهالي مصدرا صوتا حادا كالقرقعة علي صفيح كلما تحرك. كانت تجره المرأة العجوز و احيانا كثيرة كانت تمله فتسنده هو وكرسيه بجوار السور غير أبهة ، فمن عساه يطمع في ولد حرام مقعد وهو من رماه ذويه كالخرقة البالية امام هذا المركز الحقير !! يشاهد الاطفال من حوله يركضون جيئا ورواحا كمن فر من قسورة ، ولا يعلم اي ذنب اقترف ليواجه العالم متحدا مع هذا الكرسي البغيض الذي اكل روحه قبل ساقيه. ترتفع أصوات ضخمة لا يعي ما هيتها في هذه السن الصغيرة، تصرخ المربيات العجائز قاذفين الفزع بصدره هو وباقي الاولاد فقد حدث ماكن يخشونه وتناقلته الاهالي من احياء قريبة ، فيسلمن سوقهن للريح معلنات خطة الركض بعدما أصاب الدار فوج من اللهب والتدمير ، وهو مقلبا عينيه الخائفتين كالغريق مادا يديه للفارين ان خذوني ، و مع الهلع وركض الدببة و الجرذان من حوله يدفعونه ليسقط عن كرسيه المدولب مرتطما بالأرض الباردة كجوال من طحين سقط فتبعثر، ، وتلمحه العجوز الهاربة فتعود إدراجها تلعن حظه العثر فتحمله بساعديها القديمين متمتمة للحظات بكلمات لاهثة خائفة لا تبدو له بمفهومه قبل ان يصرخا سويا علي إثر الهبة النار التي اخترقت بطنها وساقه فتهاوا كلاهما كمن تهاوي من النسوة والاولاد قبل ان يصلوا أعتاب الدار المهشمة ، والألم ينهشه يراقب في غيبوبته أقدام الجميع تهرول الي المجهول...


هبه حداد

خاطرة: كفي أمي || هبه حداد

Share on Tumblr
تذكرني بكفي أمي الجميليين ،تغذيهما ساعدين ارهقهما الحنان والرعاية ، وعروق تنبض بالحب والاشفاق يسريان من هذين الكفين إلي قلبي صنيعتيهما، وانامل تشير الي دروب النور مهدية العمر والخير والإحساس ، فانسلخ منهما جمالهما علي استحياء لتهدينهي وكلها سعادة وطيب خاطر...أيااا أمي الحبيبة علي راحتيكي الطيبتان رسمت لي اقداري ، حبك وحنانك....

خاطرة: ذات صباح || هبه حداد

Share on Tumblr
الساعة 5.14ص ، يدق جرس المنبه ، فانتبه من حلم كنت احسبه لن يراودني قط ، ارخيت عني غطائي ومددت يدي في العتمة الرمادية أتحسس كتابي بجانبي وفتحته علي نفس الصفحة التي تركتها قبيل نومي ،وجلست افكر بصمت.


هل هناك من تنعكس أصداء ما افعل عنده، شخصا ما يشاركني جنون ما افعل ، ينام علي أمسية شعريه ويستيقظ علي كتاب ، و يسافر في خياله الي ما وراء الحقيقة و لا تعنيه الدنيا الا بما يحمله علي ارض الواقع . ويمر امامي حلمي الذي نبهني قبل ان يدق المنبه ، ها انا ارتب تلك المكتبة في احدي الغرف المشمسة ذات صباح تتلامس اصابعي مع أطراف مقتنياتي الثمينة من تلك الكتب واهم بأخذ احدهم من مكانه فتشد علي كفي يد دافئة حنونه تساعدني في حمل كتابي وارفع نظري فتتلاقي عيوننا المتلهفة وتسقط ثانية لقراءة ذاك الكتاب سويا ونتهادي فوق امواج الكلمات و نسردها وتسردنا ورنين نغمات عود تتردد في الافق تلامس قلبينا فلا نزال نفعلها الي ان تغيب شمس ذلك اليوم الجميل ونغفو و.... يدق جرس المنبه انها ال 5.14 ص !