Friday 8 February 2013

انسان الغابة الأسمنتية .. بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr
في احدى خطواته الاساسية نحو تحقيق ذاته , استطاع انسان العصور الحديثة ان ينجو فى مدينة الاسمنت دون اى اصابات بالغة تذكر , لكنه فقد روح المتعة فلم يعد شى يستجدى روحه الباهته من التحليق نحو الفرح الا فى لحظات قصيرة لا تعطيه اياها الايام الا بعد عناء ومكابدة , كوجبة هانئة في عصر يوم ماطر امام تلفاز يعرض فيلما ذكره بذكريات متلاشية...
او كصوت المذياع يصدع بصوت متقطع منخفض يكاد يلتحم مع مجريات حياته بايات الذكر الحكيم من قارئه المفضل , ليتفكر فى الايات و يتخيلها و يعايشها وكانه بطلها الاوحد , و لعلها اثرت عليه كاملا فاصبحت كالادمان الحلال حتى انه لا يستطيع النوم بدونها فتتحرك يداه بشكل تلقائى نحو ازراره حينما يقترب او يغدو او يروح ..لا يجد المتعة الا بعد العناء وكأنها كتبت على مصيره أن لا راحة الا بعد مكدة , ولعله ليس مصيره فقط فمما يذكر عن ابائه انهم لاقوا نفس المصير , لكنه كان الاسؤ حظا بينهم فلم يحظى بمتعة ان يسجل احدا عنه ذكرياته كما سجلها هو عن ابائه ...انسان الغابة الاسمنتيه سيهرب ذات يوم نحو ذلك المربع الاخضر ليغمس نفسه فيه لتغطى صبغته الخضراء اعالي شعره و اطراف اصابعه و حتى تلك الخواطر التى تجول برأسه تبحث عن نقطة النور , ووقتها ووقتها فقط سيحرر روحه و يكتفي بما ستقدمه له الايام ليعيش وقد تغافل عن يوما كان فيه مستضعفا شريدا يبحث عن ذاته المفقودة....
 
أقرأ المزيد من خواطري على : http://www.facebook.com/hebazpoets
هبه حداد 

 

No comments: