Sunday 19 July 2015

قصيدة: رداؤها طراز الخمسينيات | شِعر: هبه حداد

Share on Tumblr
..! 
تجوب حافية القدمين في رداء من طراز الخمسينات ..

غير عابئة إلا بالطين العالق بكعبيها..

وفي سيرها أغنية تترنم ،

خشحشة الرداء محتكا بالورود ..

و نهيج ضحكتها تتعالى

تتقافز تأد تيك الوردات بكعبين في شهوة .. لترنو إلى السماء ..

و .. من نجين من مذبحة شهوتها

عشن بسعادة ، حتى حين..

مطرزات على ردائها ، طراز الخمسينيات..!





لمزيد من أشعاري و خواطري النثرية يمكنك زيارة:





قصيدة: أشطارنا المنثورة | شِعر: هبه حداد

Share on Tumblr
يلوح السؤال .. عاليا بالسماوات،

يمر فوق أناس شتى ..

يخبرون كعكات من الفراولة تفوح منها رائحة النعيم ..

لن ترى الأمكنة نفسها السيد العجوز ثانيةً..

ولا مخيلته البطيئة الصماء ..

إذ هو مخلوق على ألسنتنا وحسب ..

كل هذا يجب أن يكون عنا ..

ألا تظن ذلك ..

لطالما أردت أن أؤمن بقدرتنا ..

فهلمي بالخروج من هاهنا، وحسب..

أريد أن أكون ..

أريد ...

أريد ..

أريد أن أخترق إليك ..أشطارنا المنثورة .. عندما تصطدم عينانا ...


لمزيد من أشعاري وخواطري النثرية يمكنك زيارة



Soundcloud.com/heba-haddad

Facebook.com/hebazpoets

قصيدة: عزلتي الأختيارية | شِعر: هبه حداد

Share on Tumblr
مبتعدة عن كل ما عرفته من العالم 
قد خضت عزلتي 
 الأختيارية!
فلا مزيد من دموع اسفحها
على خِلٍ خائن ..
ولا ضحكات كذا ، 
على نكاته الوقحة!
فحينما غسلت ضميري بمياه البحر الأزرق، 
عدت كصغيرة في رحم قديم..
أتمرغ فيه بقلبٍ جديد
على فُرشِه القرمزية .. الدافقة 
لأحلُم بكل شهي و حزين 
خلقته أناملي المرتعشة و دموع الحبر بيدي 
في قصصٍ... 
لعزلة .. أختيارية..


لمزيد من أشعاري وخواطري النثرية يمكن زيارة:
 

مزاجنا = رقم (1) | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
تريد أن تنجز عملًا أدبيًا/ مشروعًا علميًا/ مخطط كتاب/ مشروع ترجمة/ … أو أي عمل آخر يحتاج لشغفك وإبداعك أكثر من أي وقت مضى؟!
اتبع إحدى الخطوات التالية، فلست متأكدة من اتباعها جميعا في وقت واحد! قد يقودك ذلك للجنون وأحمل أنا وِزرَ آخر دخل جنة السعداء الأرضية! من يدري.
١- اكتب قائمة بالأفلام التي حولتك لطفل بلل بمخاطه الممزوج بالدموع ملابسه وأطراف أكمامه. قم بمشاهدتها مرارا وتكرارا حتى تنتهي من احتياجك العاطفي.
٢- إن كنت من محبي القرآن الكريم، أو الأوبرا أو الجاز أو التقاسيم الشرقية، فأنت أسعد حظا ممن سواك. وهكذا يعتقد الآخرون عن أنفسهم من محبي الميتال والروك آند رول والهيب هوب! ولست أدري عن حالة أولئك الذين يفضلون البياتي والسيكا سيكا من المتشنفين سماعيا شيئا. لكنهم في حالة أفضل من أولئك الذين مزاجهم يُستحلب من أدوار المهرجانات دون أدنى شك. في جميع الحالات، لا تشبع نفسك بالكثير ممن تحب. حتى تترك لشغفك مسافة اشتياق !
٣- فارق المزعجين/ المثبطين/ حاملي الأخبار السيئة/ مشاكلك العائلية والشخصية حالا بالا وتقوقع قدر ما استطعت! وللمتزوجين أقول: الله معكم!
٤- اهرب! أي نعم سمعتني جيدا. اهرب من موقعك الجغرافي المزعج. اذهب حيث لا يعرفك أحد ولا تعرف أحدًا. بيت جدتك المهجور في القرية/ غرفة بسطوح بيتكم لا يطؤها أحد/ بيت أحد أصدقائك الروحانيين/ غرفة تطل على الحسين/ أو الريفيرا. حسب استطاعتك المادية والنفسية. أو بكثير من إيمان وقدرة نفسية اهرب داخل نفسك ولم تتحرك قيد أنملة خارج بيتكم. وتلك أحد أكثر السبل نفعا لعقل مشحوذ.
٥- كُل ما هو شهي ولا تحرم نفسك ولكن لقيمات لقيمات ولا تتخم. وصلّ كلما استوحشت مكانك ونادِه واستلهم حضورك في جلال بهائه. وغنِّ لنفسك أمام المرآة وفي الحمام وأنت تطهو لنفسك وأنت تنظف مكانك وأنت تخرج من بيتك لقضاء حاجة لتعووود سريعا. وابعث الحياة في شخوص كتاباتك. دعهم يعيشوا. هذا حقهم الأصيل، الذي سيجلب لك اليقين بفشلك أو نجاحك. راوغ نفسك وصادقها وأرغمها ودع لها مساحة وكلمها واحتقرها ثم دللها على الدوام. تلك أقصر الطرق للحصول على brain storming بعدما تخلى أو تخليت بإرادتك عن كل عقل مفيد حولك!
٦- تعرف أحدهم حكيمًا لا زال على قيد الحياة؟ جدك/ جدتك/ شيخك/ بائع الفول بأسفل بنايتك/ والدتك (أحيانا تكون كنوز مغلقة من حكمة تريد من ينبش فيها ليعثر). الزمه. راوغه بالحديث لتحصل على الفائدة. اقهر كبرياءك أمامه، وتعلم. كل كلمة وإيماءة وتفسير. ولا تتخذ لنفسك أصناما. بل مُلهمًا. وليكن حبا. لكن لست مسئولة عن تورطك بنتائج ذاك الحب !
٧- ابتعد عن الـ social media = ابتعد عن الإنترنت = ابقى قابلني لو عملتها عشان تقولي عملتها إزاي! وأغلق الهواتف وألق بهم جميعا في بئر. وعش لهدفك ذاك الذي يريد اهتمامك؛ حياة دراويش التكايا في القرن الثامن عشر بتركيا، أو أفندي بالأربعينات في إحدى القرى النائية بمصر، أو معلم قراءات بإحدى الزوايا الدمشقية بالعصر الأموي، أو مُزارع زيتون بإحدى ضواحي يافا قبيل النكبة، أو عازف قانون “برنس في روح” فقير بأحد حوانيت بغداد في العشرينات! تقمص لنفسك دورًا غريبًا يدخلك في حالة الإلهام.
٨- مارس الجنون والهدوء والعدو والهوينى والعزلة كثيرًا. وكن أنانيًا. أدري أنها ليست بأجمل الصفات. لكن كن أنانيًا، ولو لحين. ابخل بوقتك على الوجود بأكمله وانعم بكل دقيقة فيه لذاتك.. أنت.. وحدك.
واكتب.. اكتب.. فمن يكتب لن يموت. (أو كما قالت..).

مشكلتان رئيسيتان تعيقان إبداع الأديب العربي | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
قُلتُ إن بمقدور من يمتلك ملّكة الكِتابةِ أن يوسع على نفسه بمزيد من الإبداعِ والانتشار، لكن كما قالوا قديمًا: “لُكل جِدرٍ تَنور” (جدر = قِدِر = وعاء للطبخ)! وتنور الكاتب هو القراءة، والسعي بين الناس، والملاحظة ومشاهدة الحوادث (والمقصود بها معرفة الفروق الثقافية بين حدث وآخر على الصعيد الذي اختاره الكاتب لنفسه)، وإطلاق العنان لخياله فيما ينسج ابتكار أفكاره المختلفة وخلجات صدره التي اعترتها التجربة، وخبرات رآها واكتسبها من السعي بين الناس والخطوب.
كيف للكاتب “العربي” أن يكتب وقد تكدست بقلبه المأساة تلو الأخرى لما ألم به من هموم بلاده وحياته! كيف له أن يُبدع في شيء آخر سوى “قصص الحرب”، و”قصص الحُب المُعذب” وكيف لا يُشبع أوراقًا لا ذنب لها سوى أن حظها السيء ساقها تحت يديه، بأفكار بائسة لا تخرج من حيزٍ إن اتسع فهو أضيق من أن يبلغ نزاهة كلمة “إبداع”!!
في دراسة متأنية للروايات العربية المصرية التي كُتبت منذ ثمانينات القرن الماضي، نجد أن حتى قصص سرد شقاء الإنسان في سعيه نحو لقمة العيش بلغ من التصاوير الهزلية التي باتت يعرفها المُتمرس على القراءة من مجرد قراءته الفصل الأول للرواية أو السطور الأولى (وهذا من سوء طالع القارئ الذي ابتلع أحبارًا تكفي لتصنع بئرًا يدفن فيه كل أشباح الكتابة التي يجدها في الصحو والمنام!! والجميع يسعى بشكل غير منطقي نحو الـ “Stereotyping” وكأنهم مقيدون نحو نفس السلسلة الجهنمية التي تكاد لا تستني أحدًا!! فالعدوى بها التصاق مغناطيسي لا فكاك منه.
وللاختصار، فإن ثمة مشكلتين أساسيتين يواجهان أي أحد يهتم بالكتابة ويريد أن يكون لنفسه “أدب”، وقبل سردها، لا بد أن يكون لنا وقفة عند جملة “أن يكون له أدب”، والأدب أو الآداب = Literature لُغويًّا تعني الخُلقُ=Seemliness وعليك أن تعي تمامًا أن أدبك ككاتب، هو خُلقكَ كإنسان! ولا داعٍ للمثالية هنا، فالمقصود الأول بالخُلقِ أن تكون الكلمة على مقدار الوعي وأن يكون الوعي فوق المستوى (لحتمية رفع تقدير الجمهور وليس العكس أن ترضي الجمهور) وأن يكون صاحب الكلمة ذات الوعي أكثر إنسان ناقد لذاته حد الانتحار وأكثر إنسان راضٍ عن مصير كلمته حد الإبهار والتطرف في النقيضين مطلوب للتوازن وخلق حالة مشابهة لـ”التنور” المطلوب لخلق الإبداع! وبذلك ربما نكون قد استطعنا، ولو بنسب معينة، مشكلة الـ “Stereotyping” أو القولبة الجاهزة.
والمشكلة الثانية، التي لا أجد لها شخصيًّا أي حل، هو لقمة عيش الكاتب!! فيما يمكث الكاتب الغربي حوالي 6 شهور من السنة متنقلًا بين البلدان ومكتسبًا الثقافات وقارئًا مئات الكتب من حديثِ أو قديم، فيعود بعدها مستقرًا لدياره وفي جعبةِ خياله ساحات وغابات وميادين وأناس وأنماط وحيوات تكفيه مؤنة معاناة الشخصنة وتراكيب الصور وتسلسل الرواية وخَلّقِ إنسان الرواية (واجعل تحت هذه الكلمة مليون خط).
نجد الكاتب العربي والمصري على وجه الخصوص يشقى كادحًا في وظيفة عدمية 12 ساعة باليوم، ويتمرغ مُرغمًا على التنقل بين ذاك العمل وبيته في أكثر وسائل التنقل امتهانًا لمجرد التفكير في كلمة “إنسان”، فأي بيئة إبداعية سترسو في مستنقع أفكاره بعد ذلك، ناهيك عن مشاكل النشر التي لا تنتهي.
فمن دور النشر التي لا حل لها سوى أن تتحول لمحلات “سراميك وكتب”، إلى تلك التي تنشر في مقابل المادة لأُناس لا أستأمنهم على كتابة “نعي قطي في الجريدة” وما ترتب على ذلك من أنواع لم يُنزل الله بها من سلطان من الآداب، فهناك “أدب المواصلات”، و”أدب مشاكل العمل”، و”أدب المدمنين (على اختلاف أنواع الإدمان)”، و”أدب الاحتكاك” (وأسمح لعقلك أن يسرح لثانيتين ليس أكثر في مقدار “الوَسَخِ” الناتج عن هكذا امتهان للآدمية أدى إلى هكذا أدب)، هذا إذا نجا الكاتب العربي من الكوارث الكونية، كالدهس تحت أحذية العدو، أو القصف جوًّا، أو الحرق في ميدان، أو الموت مسرطنًا بإحدى مستنقعات وزارة الصحة.
والإخفاق في علاج مشكلة “لقمة عيش الكاتب”، سوف يسوقنا بخطى ثابتة نحو الانزلاق في المشكلة الأولى “القولبة الجاهزة”!! وليس ثمةَ أمل في الأفُق .







التسليع، ومفهوم الأرض الوسيطة | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
في مناقشة حامية الوطيس بين بعض أقطاب دور نشر الكتب الإسلامية في مصر والعالم العربي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، استخدم البعض مفهوم “التسليع” كتبرير لانتشار تجارة المكتبات الحديثة التي تقوم على بيع الكتب “الأكثر مبيعًا Best Seller” بدلًا من الاعتراف بإطراد اعتناق ثقافة القراءة بين الجمهور.
وفي رأيي، مبدئيًّا، من أجل الفصل بين معارك المفاهيم، يمكن تفكيك مفهومِ كـ”التسليع” إلى “غرز الحدث كقيمة ثابتة من ضمن الثوابت!” على عكس ذلك نجد “التسويق” أو “الترويج”، لأي حدث معنوي “كالمثلية” أو مادي “كالكتب” مثلًا، فهما مجرد مفهومين تجاريين تفرضهما أسباب السوق والقاعدة الجماهرية المتحكمة في ذلك السوق!
انتشار سلاسل المكتبات على غرار النمط التسويقي يدخل في نطاق “انتشار التسويق” أو “الترويج”، سعيًا وراء ما أحدثه انتشار الكتب بين الناس من رواج مادي، وهو بالتأكيد ليس تسليعًا! لأنه لو كان كذلك لرأيت خيار “الجزار” البديهي في افتتاح باب رزق هو “مكتبة” بدلًا من “محل للجزارة”! أي أنها لم ترقَ لتكون قيمة مغروزة في سجل القيم المجتمعية المصرية إلى الآن.
والسؤال، بعد حل جدلية التسليع المغلوطة هنا، هل انتشار ثقافة القراءة بين أطياف الناس المختلفة، الشباب منهم على وجه التخصيصِ، كان سببًا في انتشار “تجارة” سلاسل المكتبات، أم العكس!
الإجابة في رأيي، أن انتشار الفعل، جلب ردَ فعل! أيًّا كان البادئ!
فالكتب الإسلامية على سبيل المثال، غزيرة الإنتاج منذ الثمانينات أو قُل قبل ذلك، وكان ولا يزال لها جمهورها المعروف الذي باستطاعته التعايش معها ولأجلها في الظل، إلا أنها لم تدخل مضمار لعبة “التسويق” إلا مؤخرًا، فبات لها نجوم من الكتّاب من يتشابهون في “حداثتهم” و”حضورهم البراق” كالرائج بين أطياف المثقفين العمومين (ذوي الاهتمام غير الإسلامي من الأدب والعلوم وغيرها).
ومن باب ضرب الأمثلةَ للناسِ لعلهم يتفكرون: نجد ظاهرةً كالسمنة في الخليج من أكثر الأمراض ذيوعًا! فأرجعَ بعضُهم ذلك لانتشار ثقافة “الوجبات السريعة Fast Food”، إلا أن البيوت الخليجية معروفة بمحافظتها الدؤوبة على طقوس الطبخ المنزلي بشكل يومي (فالطعام الخليجي “Gulf Cuisine” لم تدخل عليه إضافات دخيلة تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر نظرًا لدسامة مكوناته كما حدث مثلًا للطعام المغربي “Moroccan Cuisine” نظرًا للاستعداد الفطري لديه في استخدام مكونات أكثر صحة كزيت الزيتون بالإضافة للاختلاط الثقافي بالطعام الفرنسي الأكثر خفة)، بالرغم من ذلك تجد أن سلاسل “حق امتياز التجارةِ Franchise” الخاصة بمطاعم “الوجبات الجاهزة” في تزايد مخيف!
هل السبب وراء انتشار السمنة “رد الفعل” في هذه الحالة انتشار المطاعم (كفعل)، (بالرغم مما ذكرناه من دسامة الطعام الخليجي أصلًا) أم انتشار ثقافة “السيولة المادية” (كفعل)! في رأيي هي تلك الأخيرة بكل تأكيد.. فنجد أن الخيار الأول لأي مستثمر بالخليج هو فتح “مطعم”، وبالرغم من وجود عدد معدود من المكتبات المهتمة بتجارة “أحدث الكتب إصدارًا” فهي على ندرتها لها مدخولاتها الشهرية المتزايدة وجمهورها الثابت وشهرتها الثقافية المعروفة!
وعودة للنموذج المصري، فانتشار المفهوم الحداثي المصاحب لبريق “المكتبات”، أيًّا كانت ما تقدمه من روايات دون المستوى وكُتب تُشبع الرغبة “السُبكية” للجمهور، كما يروق للبعض أن يُصنفها، إلا أنها في النهاية أدت إلى رواج كيان “الكتاب” نفسه! وهي خطوة مبدئية جيدة في سبيل رفع مستوى القراءة بشكل عام!
فبالرغم من أصالة جمهور الكتاب “الإسلامي” العاكف بالظل منذ عشرات السنوات وازدياده عامًا تلو آخر في صمت، نظرًا لسياسات القمع والمصادرة التي مارستها النظم السياسية على المفكرين الإسلاميين! لم يُشَرعَن لـ”الكتاب الإسلامي” دخوله ساحة الشهرة بخطوات واثقة إلا بأمرين:
1- اهتمام غير ذوي الإيديولوجية الإسلامية من المفكرين بالكتابة عن تلك الإيديولوجية، على اختلاف الدافع دفاعًا أو قدحًا! فاستدرجوا معهم جمهورهم نحو المنطقة الفاصلة بين الثقافة العامة (مما برعوا بالكتابة فيها)، وبين “الأرض الوسيطة” من المواضيع التي تفصلهم عن “معاقل” التوجهات الإسلامية التي لا يفك طلاسمها إلا أصحابها!
2- اقتحام المفكرين الإسلاميين مجالات الثقافة العامة، من نقد شعري وأدبي واجتماعي في محاولات “بايونيرية”، كانت في معظم الأحيان موفقة إلى حد ما، لفرض الطابع الإسلامي على مفاهيم الثقافة العامة من منطلق “فإن لم تستطع فبلسانك”!! وأولئك جلبوا معهم جمهورهم العرمرم من القراء والمُريدين لنفس “الأرض الواسطة” بين الثقافة العامة بكل جوانبها المباحة، والثقافة الإسلامية بشفراتها المفككة وفقط من قبل المنتمين لها بالدم والفكر!
وعلى ما تقدم، نشأت تلك المنطقة المحايدة بين المُعسكرين لينشأ مفهوم حداثة المواضيع المطروحة، وتبسيطها وانتشارها بالتبعية بين الجمهوريين! الأمر الذي التقطه “التجار” من الجانبين، كعادة أي جديد، واستثمروه مستغلين الرواج الحادث للكتاب الإسلامي “الخفيف- Light” والمواضيع “الإسلامية الحديثة Modern Islamist” بين الطرفين! ولسنا هنا في معرض ذك أولئك التجار، فالتجارة تسعة أعشار الرزق وإن كره الكارهون! بغض النظر عن سوء الاستخدام المنتشر بين المثقفين لتوظيف نقد الرأسمالية على كل شيء بنفس أسلوب “المنديل الورقي – Tissue” سهل الاستخدام!
بالنهاية نجد جمهورَ الأرض الوسيطة “the middle earth” هو صاحب المبادرة “الأولية” في خلق ثقافة المكتبات وليس العكس، وذلك من منظور “تروجي” يرقى عن مفهوم “التجارة” بما تصاحبها من نظرات دونية سيئة السمعة! فاستعرض الأمر دخولًا للتطوير، كأي شيء في الحياة، فأصبحت دفة قيادة السوق بأيدي التجار، وهو بالتأكيد ليس تسليعًا، لأن تاجر المكتبة “غير المخلص، والمُحدث في الصَنعة” إذا ضربته سنين عجاف سيقلب مكتبته محلًا “للفول وفلافل” بلا أدنى تردد!
وفي مقارنة كوميدية بين واقع المكتبات في مصر والخليج، نجد أن خيار افتتاح مستثمرٍ مصري مكتبةً، في الآونة الأخيرة، من نفس المنظور ما بعد الحداثي كما ذكرنا آنفًا، سيفوق خيار الخليجي، البديهي، في افتتاح مطعم…! هل نستطيع عندئذ أن نزعم أن الكتاب للمصري بات أهم من “الطعام!!”.

تلك جدليةٌ أخرى.. ربما يعجز توظيف هرمية ماسلو للحاجاتِ عن حلها!


















Tuesday 21 April 2015

قسيم الروح "تلاوة" | بقلم : هبه حداد | أداء: زينب فرحات

Share on Tumblr

Friday 3 April 2015

قصيدة: أطل عناقي | شعر: هبه حداد

Share on Tumblr

شعر : هبه حداد
أداء: محمد عطية
هندسة صوتية: كمال اليماني
-----------------------------------
والليل إذ طوق بخمائله السودِ
ولهاً بالروح ٍباقي ...
بات البُعد الحميم بيننا حلواً
كوعود التلاقي ....
فسعيت إليك بحادي اللهف
أخوض في سباقٍ ...
فلما ألفيت ثغرك دونها متبسماً
خجلاً تعثرتُ ..
وَ أدميت كاحلي والساقِ ....
فنال من ورعكِ نشيجي
موسداً دَمعي .. ضلوعك والتراقي...
فأبذٌل التقبيلا عن قلبٍ صٌهيبٍ
وأطل معهٌ عناقي ...
وألهِب بحبكِ دمي كجمر مدفئةٍ
فدمي لغير بعضٍكَ , قسما ,
لم يٌراقِ ...
فأطل عناقي ..


لمزيد من الأشعار والخواطر 


قصيدة: أسماء | شعر: هبه حداد

Share on Tumblr

بقلم: هبه حداد
أداء: أحمد قطليش
------------------------
قَطعُ مِن الأزمانِ
زَالت فيه عُيونُ اللَحِظِ وَ حَال دُونَه الصَخبُ
رَاحوا بِلا هَمَساتٍ مُودِعَةٍ ... لجُدرانِ القلبِ الوافِ
أو تَلويحةِ تَهٌزٌ ثِمارَ أَيِدِينا ... الطازجةِ ..
او حروفٍ تَروي عنِ السببْ...

غداةٌ الصيفِ المُكتَئِبِ ,
زَالت شَمسَهُم عن الدفاترِ
وفي أسِرِهِم استُبيحَ الدمعَ
يَلدُ شموعاً تُصارعُ ظلمةَ الدربِ
و سفحِ المحاجرِ .. ..

والليلُ خَليلُ النَوايا الرَفِيقْ ..
تَناوبَ الكيدَ باللومِ ..
يَجزُ الأشجارَ السامقاتِ باللبِ
حُبلى بالذكرياتِ أَثمَرت نَدماً بالحبِ
زَالوا وزَالت الخضراءُ ... بثمارِهِم
و في عيونِهِم الريانةٍ و في شَاسعِ المَرجِ ...

و طَفَقنا نُسند خيمُ اللجوءِ
بعيدانِ القِسمةُ الضِيظى ...
في الطريقِ المَربوطِ بأقدامِ السَائِحينَ المَوَاكِـب
منقوشٌ على حَوافِهِ أَسمَاءَهُم المَبتُورَةِ و القَسَمات ..
كالفَحِمِ المَفروُشِ بينَ عَينَيِ النِارِ مُلتَهِبِ
تَحرقُ الأشجارَ المُجتَثةٍ
تَذرُوها كُحلاً بالقاصِمَاتِ في صَحراءِ اللُبِ
فَزَالوا ..
وَبَقَت أَسمَائَهُم ...المُبتُورِةِ..
تَلويحةٍ يَتيمة ..
مَاتت ...
ولم يُقدس ضَريحها ..أسمُ للرب
تَلتُه أمٌ ثكلى أو وَخزةٍ بجبدِ أب .....


لمزيد من الأشعار و الخواطر 





قصيدة: نحر الفيلة | شعر: هبه حداد

Share on Tumblr

بقلم: هبه حداد
أداء: محمد عطية
----------------------
وحيدا ..
ألقى بالعواصم في بئر ضيعته المهجورة
وهاجر ...
يطوى النجوع بحثا عن عاصمة ...
وزاده بالمرتحلات دمائه و الشمس في وجنتيه
و اسرار عهودِ مستنفرة
عن ماذا يبحث ؟
عن عاصمةِ ؟ عن حبِ ؟
عن عمر لن يرى أخره؟
عن كل ما جمع الفؤاد و قام يبعثره
وتراقصت على ثغر شريانه الأماني المنجيات
و إلهام العباقرة ...
والفتي كل ما في جعبته
بضع اقلام متراصات من فحم المدخنة..
وقلبه المجنون باع الضيعة للمحتل
و زحف يسَكن القاهرة ...
وبقلبه انعكاس الوهج المحموم على نحر الفتاة...
و النصر على الزاحفين نحوها..
و البريق بعيناها يشحذ الخونة
كالنصل في الخاصرة ...
فما استقرت السيقان ترحالا
كما لم تستقر معمرة..
ساعيا في يم الحياة غرقا
بنبض الترانيم المتواترة ...
يحيك سحابته الخضراء بزيل الطريق
حتى لا يتيه عن اخره ...
والتيه قدره المحتوم كما هي احلامه المتثاقلة...
تُميت غرقا كسُقيا السيل كما تُسقي مُتحررة...
لكن الموت لا سُقيا تكابره ...
ولا شفيع فيه ولا حبيب
ولا صاح ودود المعاشرة ....
وبريق الليال المزيف اغر به مكوثا
ليجابه في ترحاله اضواءَ المجون المستثمرة ....
يحبو بين افيال المساكن الفارهة ...
يبحث عن مفتاح صندوق حلمه المرهون
عند تاجر الدم و المقامره ...
معتقلا في الخيبة ...وقهر الرجوع و ندب المكابرة ...
والحب في جعبته نفًذ كما نفذت احبار ديونه المتراكمة
وعيون الفتاة ...الزائفتين ..
بلورات من حمم متكاسرة ...
تشق النحر إذا ما اقترب للقبلات المتناحرة
زيف كعينيها ,
كرئتيها,
كقلب(يـ)ها....
المتناحرين ..
عاشقة يوما وآخر متنفرة..
شمالا دهرا و جنوبا مستكبرة ...
وهو .. المسكين هو...
لا عظيم المرام ارتقى
ولا حتى نهدي العاهرة ...
ومال الضيعة و صندوق احلامه المرهون
و ساقيه المتكسرة..
ونحر الفتاة ...
والقبلات ...
وسيل الفيلة المذعورة ...
كلها اوهام ... سُميت زورا عاصمة ...



لمزيد من الأشعار والخواطر 






قصيدة: النزوح الأخير | بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr
بقلم:هبه حداد
أداء: أحمد قطليش
=============
ودوا لو شربوا القهوة بروح فرنسية
و "بيير".. صديقهم الشاعر ...
يغني بمواسم النزوح الأخير اغنية..
يقف فيها البطل على حافة "الراين" ويشنق نفسه
هربا من غدر الصبية !
اغنية شجية ..

بيير .. شاعر مجنون
يطحن القهوة .. يصبها في مندولية...
يترنمها بالفرنسية ...
لا يعرف النوم.. فقط يعيش وسط المهاجرين
ويخبز الشِعر
يأكله النازحون .. مع قطعة من خبز دُهنت بردا و ندم..
تزين امعدتهم الخاوية ..
ويلبسون الزينة ...
اخر ما حملوه في النزوح..
نحو المدينة الفضية...

قهوته الفرنسية ... ليست دوما شهية
لكن النازح ..
محكوم ... في نزوحه ..
بيد الإحسان والنخوة الفرنسية..
لم يعرفها .. ببلاد اخرى .. تنطق العربية

النازح ... مجهول .. اسم بلعته المياه ..
قبل ان يقطعها عوما ..فتصبح اقليمية...
رقمٌ .. في دفاتر المسعفين .. قالوا : "سكته قلبية"!
وفي تقرير البلد المُحسن .. كتبوا :
"امتلأت رئتاه بمياهنا الأقليمية" !! ...
خبرُ ظهر سهوا اسفل شاشة "التمثلية"...

هو جيلُ فُعصَ.. في حكة سياسية ..

هو نازح ... ليس رقما ..
ليس أسما ..
هو"فائض كمية"..
وطنه .. قطع من "خلاجين" ..
وصورة سوداء .. تدعى "ذكرى"
ومفتاح غرفتة الأرضية...
غرقت صورته الأثيرة و طافت خلاجينه ...
واِزرَقت شفتاه و احلامه الغبية...
مسكين .. لن يشرب قهوة العم "بيير" بالفرنسية!!


لمزيد من الأشعار والخواطر 



قصيدة:أسارى الغرفة الجبلية | بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr
شعر: هبه حداد
أداء: أحمد قطليش
-------------------------------------
خلف زجاج غرفتي الجبلية
اتنفس البرد و سطوراً ملحمية
وانسج في احلامي
اشعارا يأسن من الثلج
يستجدين الدفء
و خيوط الشمس الذهبية
نحو الفضاء نشرتهن
ملء يدي الفسفورية
دفعن الزجاج و ازحن السُتر
ورحلن نحو الغابة الصيفية
ينشدن في غمغمات الحيرة
معاني العشق الملحمية
حزينه كباقات اللوز
وبهية كألوانها العسلية
جميلة وبعيدة
ولكنها تٌهيج بقلبي
صلوات العشق الغزلية
كالحياة والموت
هي مسألة قدرية

وبقيت أنا
ألملم لهثات أنفاسي
انهكها العدو بأسفاري العدمية
في ليلة أبيت بقمة جبل
وأخري في عميق بئر منسية
والبرد يعانق اطرافي
ويغمرني بسيل من كآبات شتوية
كالنديم , حباً حيث بتنا
اٌسارى مثخنين بالفكر
وغمغمات الشغف العفوية
اشعلنا معا حطب احلامنا الأدبية
فنشرب اليأس و الحزن
زخات كالدمع في كؤوسنا المرمرية
وقبلات سرقناها
في لحظات ود غزلية
كلهن اشتعلن حطباً
في البرد كأحلامنا همساً
بالغرفة الجبلية
..


لمزيد من الأشعار والخواطر 


قصيدة: نحر الفيلة | بقلم : هبه حداد

Share on Tumblr
شعر: هبه حداد
أداء أحمد قطليش
---------------------------
وحيدا ..
ألقى بالعواصم في بئر ضيعته المهجورة
وهاجر ...
يطوى النجوع بحثا عن عاصمة ...

وزاده بالمرتحلات دمائه و الشمس في وجنتيه
و اسرار عهودِ مستنفرة

عن ماذا يبحث ؟
عن عاصمةِ ؟ عن حبِ ؟
عن عمر لن يرى أخره؟
عن كل ما جمع الفؤاد و قام يبعثره
وتراقصت على ثغر شريانه الأماني المنجيات
و إلهام العباقرة ...
والفتي كل ما في جعبته
بضع اقلام متراصات من فحم المدخنة..
وقلبه المجنون باع الضيعة للمحتل
و زحف يسَكن القاهرة ...
وبقلبه انعكاس الوهج المحموم على نحر الفتاة...
و النصر على الزاحفين نحوها..
و البريق بعيناها يشحذ الخونة
كالنصل في الخاصرة ...
فما استقرت السيقان ترحالا
كما لم تستقر معمرة..

ساعيا في يم الحياة غرقا
بنبض الترانيم المتواترة ...
يحيك سحابته الخضراء بزيل الطريق
حتى لا يتيه عن اخره ...
والتيه قدره المحتوم كما هي احلامه المتثاقلة...
تُميت غرقا كسُقيا السيل كما تُسقي مُتحررة...
لكن الموت لا سُقيا تكابره ...
ولا شفيع فيه ولا حبيب
ولا صاح ودود المعاشرة ....
وبريق الليال المزيف اغر به مكوثا
ليجابه في ترحاله اضواءَ المجون المستثمرة ....
يحبو بين افيال المساكن الفارهة ...
يبحث عن مفتاح صندوق حلمه المرهون
عند تاجر الدم و المقامره ...
معتقلا في الخيبة ...وقهر الرجوع و ندب المكابرة ...
والحب في جعبته نفًذ كما نفذت احبار ديونه المتراكمة
وعيون الفتاة ...الزائفتين ..
بلورات من حمم متكاسرة ...
تشق النحر إذا ما اقترب للقبلات المتناحرة
زيف كعينيها ,
كرئتيها,
كقلب(يـ)ها....
المتناحرين ..
عاشقة يوما وآخر متنفرة..
شمالا دهرا و جنوبا مستكبرة ...

وهو .. المسكين هو...
لا عظيم المرام ارتقى
ولا حتى نهدي العاهرة ...
ومال الضيعة و صندوق احلامه المرهون
و ساقيه المتكسرة..
ونحر الفتاة ...
والقبلات ...
وسيل الفيلة المذعورة ...
كلها اوهام ... سُميت زورا عاصمة ...


لمزيد من الأشعار والخواطر 



قصيدة: أنتَ | هبه حداد

Share on Tumblr
شعر: هبه حداد
أداء: محمد عطية
هندسة صوتية: كمال اليماني
-----------------------
كلماتُك
تشع كضوء الشمس
في جنبات قلبي
ونبضُك
يذيب تلال الثلج التي
ضاق بها دربي
وعيونُك
تعدُني بمليئ ازمان
من الهوى والحبِ
وحلمُك
يهذب الاضداد بينك
وبين هجيس لٌبي
وبعدُك
يثير الحَزن في ورودي
و يقل منه صبري
و قربُك
املُ وصلاة و طيب
الإحسان من ربي
ويداك
مَنبتُ الأِوراقِ لتلالي
و منبع رقراق نهري
وغضبُك
محنة الدنيا و سيء
اختباراتي و سري
وضحكاتك
خجول البدر في إتمامه
ينير الدنيا بالوصل و البرِ
وأفعالك
ازيز الفوت بين الصدى والموت
كناصع نفيس الدُر
وصلاتك
حنين المرمر المشتاق
إلي صانعه الرؤوف ربي
وقولك
ماض كما الخيل في
اكباد الفلا تُصلي
وشِعرك
كالغابة الخضراء في عجز الخريف
تنب الزهر وتٌبري
واسمك
كغريب الطير يُلفت الأنظار
باللون وخفيف الرسم
وسرك
هواجس المجنون
و اقوال الحكيم و رزين نثره
ووصلك
عذابات الهوى و اشواق الكلام
و عفيف شعري
وهجرك
كحد السيف اذا ما اخترق
يحصد المسكين قلبي
..


لمزيد من الأشعار والخواطر 
Facebook.com/hebazpoets
Soundcloud.com/heba-haddad


Tuesday 31 March 2015

أسهل الطرق لقراءة أكثر من 100 كتاب في عام واحد | هبه حداد

Share on Tumblr
تقريبا ، لقد قمت بأختراع طريقة جديدة لإنجاز تحدي القراءة بمعيار معين خلال عام!
"كل ما قابلك كتاب و وددت قراءته أشرع فورا فيه، ولا تنتظر انتهائك من اخر، واذا مللت منه، اتركه و ابدأ فورا في غيره، وهكذا"!
الطريقة لها عدة مساويء أهمها التشتيت، و خاصة لحديثي العهد بالقراءة، لكن على المدى البعيد لها عدة فوائد:

١-لا مجال للملل بطريقتي هذه! لأن معظم مشكلة القراءة هو الضجر من المقروء وخاصة تلك الكتب التي تتراوح عدد صفحاتها من 200 لما فوق، لذا لما يتعين علي ان أظل برفقة كتاب واحد طالما بمقدوري قراءة عدة كتب! إلزام النفس بإنهاء كتاب معين في مدة زمنية معينة قد يفلح لوقت ما لكن بعدها ستصاب بضجر غير طبيعي لذا وجب التنوع.
٢-تنشيط قدرة الذاكرة و الذاكرة الفوتوغرافية عن طريق تنبيه دماغك بفقرات من كتاب واحد على فترات متباعدة والتفريق بينها وبين فقرات كتاب اخر، وخاصة لكتب نفس التخصص او المجال، و ساعد ذاكرتك عن طريق تدوين اسم كل كتاب بدأت فيه في تدوينة جانبية حتى تظل مدركا لعدد الكتب التي يتوجب عليك إنهاءها, كما يمكن الأستعانة بورقة أو علامة تحدد لك صفحة الوقوف , وهناك خدعة أيضا بكتابة جملة بسيطة بالقلم الرصاص أو عن طريق ال note (إذا كنت من هواة القراءة الألكترونية) تذكرك حتما بأخر ما قرأته من الكتاب حتى تسهل عليك الأستدراك حين العودة.
٣-بالاضافة للتنوع، كذلك لديك عام كامل لتنهي كل كتاب ، بدلا من شهر مثلا قد حددته سلفا لإنهاءه، أليس ذلك رائعا؟

أيفون 6 أم شهر بأسطنبول

Share on Tumblr
في أي السبيلين ستجد سعادتك المنشودة ؟!
أفي تبديد أموالك في الحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية أو أندر الأنتيكات أو أفخم الملابس أو أكثر السيارات سرعة و تقنية !! أو ربما بعض الكتب النادرة أو الصادرة حديثا !!
أم تنفقها , بحكمة في أمور أخرى , بُغية "التجربة" !! تلك التي يدوم أثرها في نفسك طويلا .. ويظهر مردودها على تحسن مزاجك وعلاقتك بالآخرين..
أن تسافر بلدا لم تزره من قبل , وتجرب أغرب صنوف الطعام التي لم تعتادها "معدتك" , أو تمشي بشوارع يكسوها المطر أو الثلج أو الغبار !! فتارة تطفو فوق مياه إحدى الجزر النائية محاطا بالدلافين , أو تهبط من علٍ بالبراشوت في إحدى الساحات الخضراء !! تغوص بالأعماق بين الأسماك المتوحشة و المرجان , عرش ملك البحور !! أو تحضر أقوى مبارايات الدوري الإنجليزي, فتشجع فريقك , وترشق الفريق الأخر بالبيض "الممشش"!! تنام في خيمة منصوبة بين أشجار الشاي في إيران وتسيح بين أسواقها الممزوجة بالبخور وعرق الكادحين!! أو تصلي بإحد مساجد الداخل الأفريقي الوعر .. لتلقط "سيلفي" مع أول أسدٍ مار !
تمر بتلك الدروب التي مر بها أسلافك لفتوحات الهند و طريق الحرير وصولا لثلوج سيبريا التي لا ترحب بالوافدين !!
أظهرت إحدى الدراسات النفسية الحديثة التي أجرتها مؤخرا جامعة كورنيل أن حديث المرء عن تجاربه التي أكتسبها عن طريق ممارسة كل جديد , مهما كانت قاسية, من شأنه أن يرفع من حالته المعنوية, وتعزو الدراسة ذلك لقدرة الحديث "الفضفضة = المشاركة بالسرد " عن التجارب الجديدة للناس في مساعدة المرء على بناء شخصية سليمة قادرة على التغلب على أيةِ صعوبات قابلها في خوضه تجاربه تلك مهما كانت قاسية / أو مرهقة! فيرتفع بالتالي منسوب السعادة لديه.
كما يوجد سبب أخر يجعل من إنفاق الأموال في الحصول على تجارب جديدة أكثر "نفعاً" من إنفاقها في تكديس حياتك بأشياء كثيرة لا داعي لها , وربما أغلى ثمناً , و لا تضفي على حياتك بالنهاية نسبة 10% من تلك السعادة التي تحصل عليها من تجاربك , ألا وهو مشاركة تجاربنا مع الآخرين تجعلنا أكثر قدرة على الإندماج الإجتماعي, وبالتالي علاقات أكثر مرونة و رسوخا.

نتائج تلك الدراسة , أضافت بعداً أخر لجدلية "إسترلين" (Easterlin Paradox), نسبة لبروفيسور علم النفس "ريتشارد إسترلين", والذي ربط السعادة التي يشعر بها أحدهم بدخله , قائلا " ترتبط سعادة الفرد بدخله المرتفع, لكن على المدى الطويل, لا يضمن استمرار إرتفاع دخل الفرد زيادة سعادته" ! إذ حتى الدخل المرتفع , بناء على نتائج تجربة جامعة كورنيل , لا يضمن نفس مردود السعادة نتيجة أختيار في أي سبيل ستنفقه !!
لذا قبل أن ترتكب جنونا مثل شراء "أيفون 6 " فكر ملياً بما قد تبتاعه لك 6000 آلاف جنية مصري من سعادة أنت تعرف جيدا أنها ستدوم أكثر .. كقضاء شهر بـ"أسطنبول " مثلا !!

 هبه حداد
مراجع: 
1) مقال عن دراسة جامعة كورنيل: http://www.fastcoexist.com/3043858/world-changing-ideas/the-science-of-why-you-should-spend-your-money-on-experiences-not-thing
 2) جدلية "إسترلين" : http://en.wikipedia.org/wiki/Easterlin_paradox

Friday 27 March 2015

مسلمو أمريكا الأوائل | بيتر مانسيو | ترجمة وتعقيب: هبه حداد

Share on Tumblr
أستهل "بيتر مانسيو", صاحب كتاب "أمة واحدة, وآلهة عدةٍ : تاريخٌ جديد لأمريكا" , مقاله المثير للجدل بـ "نيويورك تايمز" بعنوان "مسلمو أمريكا الأوائل" بالجملة الإعتراضية "لم تكن المرة الأولى لتواجد إمام بإحدى مسابقات "الروديو"! 

والسبب الذي دفعه لكتابة ذلك المقال هو حادثة منع لـ "مجاهد بخاش" إمام الجمعية الإسلامية المحلية, بمقاطعة "تارنت" بولاية "تكساس" الأمريكية, من القيام بمراسم الدعاء لمباركة الجياد, و الخيالة و بعض رجال الجيش بأحدى سباقات الروديو "بفورت وورث" وفقا لما طُلب منه , وذلك بسبب ردة فعل الجمهور الحاضر, حيث قُوبل بموجة عارمة من صيحات الجمهور وشكاوى كثيرة على وسائل التواصل الإجتماعي إذ ذكر بعضهم تبريراتِ كـ "ليس من المقبول أبدا وجود شعائر للديانة الإسلامية في مناسبة إجتماعية يحضرها كل الأمريكيين من مختلف الخلفيات الدينية" , و "رعاة البقر لا يأبهون لأي صلواتٍ للمباركة " !! فتعالت جراء ذلك الموقف الأصوات المنددة بشعارات معادية للإسلام! ومضيفا, أشار مانسيو, "وقبل أربعة أيام من إلغاء مراسم الصلاة والدعاء لجلب البركة وفقا للشعائر الإسلامية للإمام "بخاش", قام بعض المتظاهرين بعاصمة ولاية تكساس "أستن" بإعتراض أحد المهرجانات العامة لإنزال المتحدث, المسلم , من على المنصة , هاتفين "لأ أسم يعلو "المسيح" بـ "تكساس"! بينما تم إلغاء قرار "رفع الأذان" بجامعة "ديوك" بولاية نورث كارولينا بعد تلقي تهديدات شغب , فقط قبل أسبوعين من حادثة "ريديو بورت فورث"! في الوقت نفسه قام عمدة "لويزيانا", جمهوريُ الإنتماء الحزبي, "بوبي جيندال" , بالتصريح "إن أراد المسلمون الأمريكيين إرساء ثقافتهم وقيمهم الدينية, فعندئذ سيكون هذا "غزوا" وليست "هجرة" " "!
ويستطرد مانسيو قائلا "بغض النظر عن تلك العصبية التي يظهرها عامة الأمريكيين تجاه الإسلام, فالتصريح أن غزوا مسلما سيستحوذ على بلدٍ ذات أغلبية مسيحية لأمر لا أساس له في الواقع. وعلاوة على ذلك, فهناك فكرة يُراد تمريرها مفادها "عداء الإسلام للأمريكيين"! ومن المدهش أن نعرف أن وجود المسلمين بأمريكا ليس جديدا بل توافد الآلآف منهم قبل تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية. وتم تجاهل أولئك المسلمون الأوائل بشكل فج نظراً لحرمانهم من ممارسة شعائر دينهم لأنهم إذ لم يكونوا أنفسهم أحرارا وبالتالي حُرمت عليهم ممارسة معتقادتهم, بيد أن ما خلفوه من تراث يؤكد أصالة شعائر الإسلام بجذورها الضاربة في التاريخ بأمريكا , بالرغم من كون معتنقيها من أكثر الجماعات التي تعرضت للقمع في تاريخ البلاد, وليست كما يحاول المعادون للأسلام تروجيه كديانة دخيلة على الثقافة الأمريكية جلبها المهاجرون معهم".
وبدأ مانسيو في ذكر نماذج من أوائل المسلمين الأمركيين , فأضاف "في 1528، قَدِم المغربي "إستيفانيكو" , العبد حينئذ, مع فرقة من المستكشفين الإسبان ليمكث بالقرب من المدينة المعروفة حالية بـ "غالفستون" بولاية تكساس!  و في مدينته الأصلية التي نشأ بها "أزمور" ، كانت معقلا للمسلمين ضد الغزو الأوروبي حتى سقطت وتم أسره شابا, وأطلقوا عليه بعد الاستعباد أسما مسيحيا، إلا أنه هرب بالنهاية قاصدا الجنوب الغربي الأمريكي و مستوطنا فيه".
وأضاف, "بعد ذلك بمئاتي عام, قامت جماعة من ملاك الأراضي الزراعية في لويزيانا بإمتلاكهم العديد من العبيد الذين تم جبلهم من مناطق حوض النيل خصيصا لبراعتهم في زراعة الأرز النيلي , حيث لاحظ الباحثون وجود أسماء وألقاب إسلامية في سجلات تجارة الرقيق القادم من المستعمرات و سجلات الوفاة. ولعل من أشهر المسلمين الذين عبروا ميناء "نيو أورليانز" هو عبد الرحمن إبراهيم إبن صوري, الذي كان أميرا في موطنه فلفتت محنته في العبودية إنتباها واسعا. حيث ذكرت إحدى الصحف وقتئذ قراءته للإنجيل وإعجابه بمبادئيه , فكانت إعتراضاته الوحيدة هي أن المسيحيين لا يتبعون تعاليم الإنجيل. ومن بين أولئك المسلمون المستعبدون في شمال كارولين, معلم ديانة يدعى "عمر إبن سعيد", الذي أُعيد للأسر في 1810 بعدما نجح في الفرار من سيدٍ قاس كان يصفه عمر بالكفر. فعٌرف عمر بكتاباته بالحروف العربية على جدران السجن, فاعاد كتابة قصة حياته عام 1831 شارحا حبه لقراءة القرآن حينما كان حراً و إجباره على التحول للمسيحية من قبل مالكية بعدما سقط في الأسر والعبودية! "
و دعم مانسيو مقاله بقوله "إن قصص المسلمين الأوائل في أمريكا ليست قاصرة على عدد من أفراد معزولين عن التاريخ الأمريكي, بل إن ما يقدر بـ 20% من الأفارقة الذين تم إستعبادهم كانوا بالأصل مسلمين, و كثير منهم سعى قديما وحديثا لإعادة خلق المجتمعات المسلمة التي عهدوا العيش في كنفها قبل الأسر. فولاية "جورجيا" حاليا, منضمةً لأكثر من 12 ولاية أخرى لتناقش إضافة الشريعة الإسلامية للأحكام القضائية! إذ يرى الباحثون القانونين, متانة تلك الأحكام نظرا لعدم تأثرها بالحداثة التي فرضتها ظروف المعيشة على الأمريكيين , فبعيدا وفي ظروف الآسر عاش أولئك المسلمون تحت قيادة زعيم روحي يحافظ على الأحكام "مكتوبةً" بمنآى عن التحريف".
مشيرا لأمر في منتهي الأهمية , أضاف مانسيو "فدليلا آخر عن وجود أولئك المسلمين الأمريكيين الأوائل عُثر عليه في أدبيات أحد المبشرين للإنجيل الذين أعتادوا السفر عبر الجنوب نحو مزارع العبيد, حيث ذكر "إن العديد من المحمديين الأفارقة, أوجدوا أساليبهم الخاصة في تجسيد "الإسلام" بإطار العقيدة الجديدة التي فرضت عليهم فرضا "المسيحية", فالرب يطلقون عليه أسم "الله", ويسوع المسيح لديهم هو "محمد""! ويتخذ البعض من تلك المقولة دليلا على عدم قدرة المسلمين الإندماج مع الثوابت الدينية للبلد الجديد, إلا أن العكس هو الصحيح حتما.  فلقد أدرك المسلمون المستعبدون أهمية ممارسة إيمانهم في كل مكان يتواجدون فيه, حتى وإن كان ذلك في بلد نايءٍ عن مواطنهم التي أعتادوا فيها سماع الآذان وإقامة الصلاة ذات يوم". 
ويختتم مانسيو مقاله بقوله " إن الإسلام لجزء من تاريخ أمتنا, فهو عقيدة يعتنقها ليس فقط المستعبدون الأوائل من الأفارقة , ولكن أولئك العرب المهاجرين الذين بدأوا بالوفود إلى أمريكا منذ أوائل القرن التاسع عشر, فيما قام العديد من الأفارقة الأمريكيين, الذين أعتنقوا بالتوارث المسيحية التي فرضت على أسلافهم, مع أزدياد مساحة الحريات الدينية بالقرن العشرين بالرجوع لديانة أجدادهم.
فمن منظوره , يدعي مانسيو بأن الإسلام أمريكي مثله مثل سباقات "الروديو" , فكلاهما تم إستقدامه إلا أنهما حاليا يمثلان فيما لا يدع مجالا للإنكار جزءا من الثقافة الأمريكية, بغض النظر عن إستعداد متظاهري تكساس العنصريين عن قبول تلك الحقيقة أم لا, فلا مناص من أن بعض المسلمين سيتيحوا لأطفالهن أن يكبروا ليكونوا رعاةَ بقر, أو ربما يعتنق بعض من رعاة البقر المعروفين بسباقات "الروديو" الإسلام!!"
مصدر المقال: http://goo.gl/kswGtD

التسليع , ومفهوم الأرض الوسيطة - هبه حداد

Share on Tumblr
في مناقشة حامية الوطيس بين بعض أقطاب نشر الكتب الإسلامية في مصر والعالم العربي على أحد مواقع التواصل, أستخدم البعض مفهوم "التسليع" كتبرير لإنتشار تجارة المكتبات الحديثة التي تقوم على بيع الكتب "البيست سيلر" بدلا من الإعتراف بإزدياد على إعتناق ثقافة القراءة بين الجمهور.
وفي رأي , مبدئيا , للفصل بين معارك المفاهيم , يمكن تفكيك مفهومِ كالتسليع = غرز الحدث كقيمة ثابتة من ضمن الثوابت!  على عكسه نجد "التسويق" أو "الترويج" , لأي حدث معنوي "كالمثلية" أو مادي "كالكتب" مثلا, وهما مجردا مفهومين تجاريين تفرضهما أسباب السوق و القاعدة الجماهرية المتحكمة في ذلك السوق!
إنتشار سلاسل المكتبات على غرار النمط التسويقي يدخل في نطاق "إنتشار التسويق" أو "الترويج" , سعيا وراء ما أحدثه إنتشار الكتب بين الناس من رواج مادي, وهو ليس تسليعا! .. لأنه لو كان كذلك لرأيت خيار "الجزار" البديهي في إفتتاح باب رزق هو "مكتبة" بدلا من "محل للجزارة" ! أي أنها لم ترقى لتكون قيمة مغروزة في سجل القيم المجتمعية المصرية إلى الآن..
     والسؤال , بعد حل جدلية التسليع المغلوطة هنا , هل إنتشار ثقافة القراءة بين الناس و الشباب على وجه الخصوص كان سببا في إنتشار سلاسل المكتبات, أم العكس !
الإجابة في رآي , أن إنتشار الفعل , جلب ردَ فعل ! أيً كان الباديء !
فالكتب الإسلامية على سبيل المثال , غزيرة الإنتاج منذ الثمانينات أو ربما قبل ذلك, وكان لها جمهورها المعروف الذي بأستطاعته التعايش في الظل معها , إلا أنها لم تدخل مضمار لعبة "التسويق" إلا مؤخرا , فبات لها نجوم تمثل في حداثتهم تلك الرائجة بين أطياف المثقفين العمومين (ذوي  الإهتمام الغير الإسلامي من الأدب و العلوم وغيرها..)
مثال: السمنة في الخليج من اكثر الأمراض ذيوعا, بعضهم أرجع ذلك لأنتشار ثقافة الفاست فود , إلا أن البيوت الخليجية معروفة بالمحافظة على طقوس الطبخ المنزلي بشكل يومي ( و الكوزين الخليجي لم تدخل عليه إضافات دخيلة تقلل من فرص الأصابة بأمراض القلب والسكر نظرا لدسامة مكوناته كما حدث مثلا للكوزين المغربي نظرا للأستعداد الفطري بأستخدام مكونات أكثر صحة كزيت الزيتون بالإضافة للأختلاط الثقافي الفرنسي) , بالرغم من ذلك تجد أن سلاسل الفرنشايز الخاصة بالمطاعم الفاست فود في تزايد مخيف!
هل السبب وراء إنتشار السمنة "=رد الفعل" في هذه الحالة إنتشار المطاعم (=كفعل) , (بالرغم مما ذكرناه من دسامة الكوزين الخليجي أصلا) أم إنتشار ثقافة "السيولة المادية" (=كفعل)! في رأي هي الأخيرة بكل تأكيد .. فنجد أن الخيار الأول لأي مستثمر بالخليج هو فتح مطعم , بالرغم أن المكتبات على ندرتها لها مدخولاتها الشهرية المتزايدة وجمهورها الثابت وشهرتها الثقافية المعروفة ! 

وعودةٌ للنموذج المصري, فأنتشار المفهوم الحداثي المصاحب لبريق "المكتبات", أيً كانت ما تقدمه من روايات دون المستوى و كُتب تُشبع الرغبة "السبكية" للجمهور, كما يروق للبعض أن يعرفها, (إلا أنها في النهاية أدت إلى رواج كيان "الكتاب" نفسه !) هي خطوة مبدئية جيدة في سبيل رفع مستوى القراءة بشكل عام! بالرغم من أصالة جمهور الكتاب "الإسلامي" العاكف بالظل منذ عشرات السنوات و إزدياده عاما تلو آخر في صمت (نظرا لسياسات القمع و المصادرة التي مارستها النظم السياسية على المفكريين الإسلاميين)! ولم يُشَرعَن لـ"الكتاب الإسلامي" دخوله ساحة الشهرة بخطوات واثقة إلا بإمرين:
1-    أهتمام غير ذوي الإيدولوجية الإسلامية من المفكريين بالكتابة عن تلك الإيدولوجية , على أختلاف الدافع دفاعا أو قدحا ! فأستدرجوا معهم جمهورهم نحو المنطقة الوسط بين الثقافة العامة (مما برعوا بالكتابة فيه), وبين الأرض الوسيطة من المواضيع التي تفصلهم عن "معاقل" التوجهات الإسلامية التي لا يفك طلاسمها إلا أصحابها!
2-    إقتحام المفكريين الإسلاميين مجالات الثقافة العامة , من نقد شعري وأدبي و وأجتماعي في محاولات "بايونيرية" , كانت في معظم الأحيان موفقة إلى حد ما, لفرض الطابع الإسلامي على مفاهيم الثقافة العامة من منطلق "فإن لم تستطع فبلسانك" !! وأولئك جلبوا معهم جمهورهم العرمرم من القراء والمريدين لنفس الأرض الواسطة بين الثقافة العامة بكل جوانبها المباحة, والثقافة الإسلامية بشفراتها المفككة وفقط من قبل المنتمين لها بالدم و الفكر !
وعلى ما تقدم , نشأت تلك المنطقة المحايدة بين المُعسكرين لينشأ مفهوم حداثة المواضيع, وتبسيطها و إنتشارها بالتبعية بين الجمهوريين !! الأمر الذي ألتقطه "التجار" من الجانبين واستثمره مستغلا الرواج الحادث للكتاب الإسلامي "اللايت" والمواضيع "المودرن-إسلاميست"بين الطرفين (ولسنا هنا في معرض أولئك التجار , فالتجارة تسعة أعشار الرزق وإن كره الكارهون! بغض النظر عن سوء الإستخدام المنتشر بين المثقفين لتوظيف نقد الرأسمالية على كل شيء بنفس أسلوب "التشيو" السهل الإستخدام!)
وبالنهاية نجد, أن جمهور الـ "the middle earth"هو صاحب المبادرة في خلق ثقافة المكتبات وليس العكس من منظور "تروجي" يرقى عن مفهوم "التجارة" بما يصاحبه من نظرة سيئة السمعة! فأستعرض الأمر دخولا للتطوير , كأي شيء بالحياة, فأصبحت دفة قيادة السوق بأيديهم, وهو بالتأكيد ليس تسليعا, لأن تاجر المكتبة "الغير مخلص, والمُحدث في الصَنعة" إذا ضربته سنين عجاف سيقلب مكتبته محل "فول وفلافل" بلا أدنى تردد!
وفي مقارنة كوميدية بين واقع المكتبات في مصر و الخليج, نجد أن خيار إفتتاح مستثمر مصري مكتبةً , في الآونة الأخيرة, من نفس المنظور ما بعد الحداثي كما ذكرنا آنفا, سيفوق خيار الخليجي, البديهي, في إفتتاح مطعم...! هل نستطيع عندئذ أن نزعم أن الكتاب للمصري بات أهم من "الطعام" !!!
تلك جدلية أخرى ..ربما يعجز توظيف هرمية الحاجات لماسلو على حلها !