Sunday 19 July 2015

مزاجنا = رقم (1) | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
تريد أن تنجز عملًا أدبيًا/ مشروعًا علميًا/ مخطط كتاب/ مشروع ترجمة/ … أو أي عمل آخر يحتاج لشغفك وإبداعك أكثر من أي وقت مضى؟!
اتبع إحدى الخطوات التالية، فلست متأكدة من اتباعها جميعا في وقت واحد! قد يقودك ذلك للجنون وأحمل أنا وِزرَ آخر دخل جنة السعداء الأرضية! من يدري.
١- اكتب قائمة بالأفلام التي حولتك لطفل بلل بمخاطه الممزوج بالدموع ملابسه وأطراف أكمامه. قم بمشاهدتها مرارا وتكرارا حتى تنتهي من احتياجك العاطفي.
٢- إن كنت من محبي القرآن الكريم، أو الأوبرا أو الجاز أو التقاسيم الشرقية، فأنت أسعد حظا ممن سواك. وهكذا يعتقد الآخرون عن أنفسهم من محبي الميتال والروك آند رول والهيب هوب! ولست أدري عن حالة أولئك الذين يفضلون البياتي والسيكا سيكا من المتشنفين سماعيا شيئا. لكنهم في حالة أفضل من أولئك الذين مزاجهم يُستحلب من أدوار المهرجانات دون أدنى شك. في جميع الحالات، لا تشبع نفسك بالكثير ممن تحب. حتى تترك لشغفك مسافة اشتياق !
٣- فارق المزعجين/ المثبطين/ حاملي الأخبار السيئة/ مشاكلك العائلية والشخصية حالا بالا وتقوقع قدر ما استطعت! وللمتزوجين أقول: الله معكم!
٤- اهرب! أي نعم سمعتني جيدا. اهرب من موقعك الجغرافي المزعج. اذهب حيث لا يعرفك أحد ولا تعرف أحدًا. بيت جدتك المهجور في القرية/ غرفة بسطوح بيتكم لا يطؤها أحد/ بيت أحد أصدقائك الروحانيين/ غرفة تطل على الحسين/ أو الريفيرا. حسب استطاعتك المادية والنفسية. أو بكثير من إيمان وقدرة نفسية اهرب داخل نفسك ولم تتحرك قيد أنملة خارج بيتكم. وتلك أحد أكثر السبل نفعا لعقل مشحوذ.
٥- كُل ما هو شهي ولا تحرم نفسك ولكن لقيمات لقيمات ولا تتخم. وصلّ كلما استوحشت مكانك ونادِه واستلهم حضورك في جلال بهائه. وغنِّ لنفسك أمام المرآة وفي الحمام وأنت تطهو لنفسك وأنت تنظف مكانك وأنت تخرج من بيتك لقضاء حاجة لتعووود سريعا. وابعث الحياة في شخوص كتاباتك. دعهم يعيشوا. هذا حقهم الأصيل، الذي سيجلب لك اليقين بفشلك أو نجاحك. راوغ نفسك وصادقها وأرغمها ودع لها مساحة وكلمها واحتقرها ثم دللها على الدوام. تلك أقصر الطرق للحصول على brain storming بعدما تخلى أو تخليت بإرادتك عن كل عقل مفيد حولك!
٦- تعرف أحدهم حكيمًا لا زال على قيد الحياة؟ جدك/ جدتك/ شيخك/ بائع الفول بأسفل بنايتك/ والدتك (أحيانا تكون كنوز مغلقة من حكمة تريد من ينبش فيها ليعثر). الزمه. راوغه بالحديث لتحصل على الفائدة. اقهر كبرياءك أمامه، وتعلم. كل كلمة وإيماءة وتفسير. ولا تتخذ لنفسك أصناما. بل مُلهمًا. وليكن حبا. لكن لست مسئولة عن تورطك بنتائج ذاك الحب !
٧- ابتعد عن الـ social media = ابتعد عن الإنترنت = ابقى قابلني لو عملتها عشان تقولي عملتها إزاي! وأغلق الهواتف وألق بهم جميعا في بئر. وعش لهدفك ذاك الذي يريد اهتمامك؛ حياة دراويش التكايا في القرن الثامن عشر بتركيا، أو أفندي بالأربعينات في إحدى القرى النائية بمصر، أو معلم قراءات بإحدى الزوايا الدمشقية بالعصر الأموي، أو مُزارع زيتون بإحدى ضواحي يافا قبيل النكبة، أو عازف قانون “برنس في روح” فقير بأحد حوانيت بغداد في العشرينات! تقمص لنفسك دورًا غريبًا يدخلك في حالة الإلهام.
٨- مارس الجنون والهدوء والعدو والهوينى والعزلة كثيرًا. وكن أنانيًا. أدري أنها ليست بأجمل الصفات. لكن كن أنانيًا، ولو لحين. ابخل بوقتك على الوجود بأكمله وانعم بكل دقيقة فيه لذاتك.. أنت.. وحدك.
واكتب.. اكتب.. فمن يكتب لن يموت. (أو كما قالت..).

No comments: