Wednesday 13 August 2014

مقال: مؤسسات الفكر الأمريكية || هبه حداد

Share on Tumblr
مقدمة
تلعب مراكز الفكر والمراكز البحثية دورًا هامًا في النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية ، حيث تلقي الضوء على كافة انواع القضايا السياسية ، وتنتمي مراكز الفكر إلي منظمات المجتمع المدني لأنها تضم باحثين اكاديميين ومفكرين وصحفيين يساهمون في صياغة وتحليل و نشر التقارير التى تخص القضايا المهمة التي تطرأ على السياسات الدولية. و هذه المراكز دورا قياديا في التغيير لمواجهة المتغيرات في مراكز الاحداث.
ولما كانت الإدارة الامريكية اول من تبنى منظور مؤسسات الفكر في صناعة السياسة الخارجية , ذلك لانتباهها لفوائد رئيسية لمثل هذه المؤسسات , فهي تُولّد "تفكيراً جديداً " لدى صانعي السياسة الأميركية ، وتوفّر خبراء للعمل في الحكومة والكونغرس ، وتؤمن لصانعي السياسة حيزاً لإيجاد تفاهم مشترك حول الخيارات السياسية المختلفة , وتثقف المواطنين الأميركيين عن العالم ، وتوفّر إمكانية قيام فريق ثالث بالوساطة بين جهتين متنازعتين.
لم يكن في الولايات المتحدة الأمريكية حتى العام 1970 غير عدد قليل من هذه المراكز و المؤسسات , و تركز نشاطها على توفير المشورة فيما يتعلق بالشئون السياسية و النظم العسكرية بشكل غير متحيز للأحزاب السياسية المعروفة وميولها , و كانت تلك المراكز تضم عددا كبيرا من الموظفين وتستهلك ميزانيات كبيرة.  ثم بدأ التحول في استخدام مصطلح مخازن التفكير (Think Tanks) , ولم يتم اختيار اى اسم اكاديمي لمثل هذه المراكز إلا فى عام  1956([1]).  وخلال ستينيات القرن الماضي اصبح مصطلح مخازن التفكير يطلق على مؤسسات شهيرة مثل راند (Rand) و بقية المؤسسات الاستشارات ذات الطابع العسكري , ثم تطور مفهوم الاستشارة الفكرية ليشمل عددا كبيرا من قطاعات السياسة و الاعمال والتى تحددها طبيعة و ايديولجيات المؤسسات الفكرية المًقدمة لخدمات الاستشارة و كذلك القطاعات المستفيدة مما يتم تقديه.
ولقد قامت مجلة فورين أفيرز(Foreign Affairs)  مقالاً كتبه العالم السياسى "صامويل هنتنغتون" (Samuel Huntington ) بعنوان "الحضارات و تصادمها" (The Clash of civilizations and the remarking of world  order) ,  والذى اثار ضجة كبيرة بين اوساط المثقفين لما يشمله هذا المقال الذى قام هنتنغتون كتابا بتوسعته ليصدر فى عام 1996 م كتابا مفصلا عن الإستراتيجيات التى يجب ان تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية مع الحضارات الأخرى حتى تستطيع صقل سياساتها بشكل يناسب ما  تلقاه خارجيا مع بؤر الصراع المحتملة , الأمر الذى دفع الكثير من النقاد إلي نقد طريقة وضع  خارطة طريق لسيكولوجية تعامل الولايات المتحدة مع السياسات الداخلية و الخارجية , الأمر الذى اعطى بعدا مختلفا سمح لانتشار ايدولوجيات قد تتفق او تختلف مع الأحداث في الشرق الأوسط و الصين و جنوب اسيا و منطقة البلقان , وغيرها من مناطق الصراع التى توليها الولايات المتحدة اهتمام كبيرا ([2]).
أهمية مراكز الفكر وطبيعة عملها:
تعرف مؤسسات الفكر الأمريكية بأنها مؤسسات ذات خبرة مستقلة تم انشاؤها خصيصا بهدف إجراء الاستطلاعات و التقارير و انتاج المعلومات السياسية , وذلك لسد الفجوة بين التطبيق النظري للأبحاث الاكاديمية في الجامعات والمعاهد والتطبيق في السياسات المُفعلة, و شمل دورها ايضا تطوير الابحاث الاكاديمية بمختلف انواعها لتشمل مجالات كالأمن و استراتيجيات الحرب والاقتصاد. بالإضافة إلي التقارير الأمنية و الاقتصادية و السياسية المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية.  هذا وتؤدى مؤسسات الفكر دورا كبيرا فى استقطاب القياديين والسياسيين الذين يتم تسريحهم خلال مرحلة انتقال السلطة من إدارة لأخرى عن طريق الانتخابات, كما تعمل مؤسسات الفكر ايضا كمخزون قومى يزود الإدارة الجديدة بالخبراء فى كافة المجالات تقريبا من اجل العمل تحت إشراف الرئيس الجديد ([3]).
 وتتأتى الاستعانة بمؤسسات الفكر ضرورية خلال الانتخابات الرئاسية, حيث يقوم المرشحين بتبادل الافكار و مناقشتها و تبنى الافكار الناجحة والقادرة على استقطاب اكبر قطاع من الجمهور من قبل الخبراء و المحللين السياسيين. مما يساعدهم في مسيرة الانتخابات,
أهم وظائف مؤسسات الفكر الأمريكية:
أ‌)      الإسهام بالأفكار المتجددة للسياسة الخارجية:
الإسهام بالأفكار الجديدة التى قد تؤدى إلي تغير في المصالح السياسية الأمريكية و فهمها و التأثير في ترتيب الأولويات و توفر خرائط للعمل و حشد التحالفات السياسية و البيروقراطية و تشكيل حملات الانتخابات الرئاسية , وتتمثل أهمية مثل هذه الاسهامات المقدمة من مؤسسات الفكر الامريكية فى استشراف تغيرات مستقبلية بعدية مما يساعد فى اتخاذ الحدث المناسب لها. ولعل واحد من اشهر الأمثلة على ذلك عندما صدقت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان (Roland Reagan) على تقرير يهدف إلي تخطيط لنموذج الحكم سُمي "تفويض للتغيير" (Mandate for change) والذى اصدرته مؤسسة هيريتيج (Heritage) و اسهم بشكل كبير فى تشكيل سياسة الادارة الأمريكية وقتها فى الداخل والخارج . وفي مثال أخر , قامت مؤسسة كارنيغى للسلام الدولي (Carnegie Endowment for International Peace) بإصدار تقرير بالاشتراك مع معهد الاقتصاديات الامريكية الدولية , تم فيه اقتراح مسودة قانون إنشاء مجلس أمن اقتصادى يكون قادرا على حماية الدولة الامريكية من تداعيات الاقتصاد الدولي و ذلك بعدما اثرت التداعيات الاقتصادية التى صاحبت احداث حرب الخليج و احتلال الكويت ([4]).
ب‌)   الوساطة و حل النزاعات:
العمل على تنشيط دور السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية فى محادثات السلام و فض النزاعات وتأمين الوساطة طرف ثالث وتسهيل عملية الحوار و التفاوض , كونها مكملة لجهود الحكومة الأمريكية أو كبديل عنها حيث يكون من الصعب التواجد الرسمي الأمريكي. ومثال على ذلك سهل معهد السلام الأمريكي American Peace Institution  كجزء من المهمة المعهودة إليه من قبل الكونغرس (Congress) تسهيل محادثات السلام بين الطرف الفلسطينى و الاسرائيلى فى محادثات خارطة الطريق (The Road Map)  برعاية إدارة الرئيس الأمريكي كلينتون (Clinton).
ت‌)   الوظائف البحثية وإصدار الدوريات :
تؤمن مؤسسات الفكر الأمريكية لصانعي السياسة داخليا و خارجيا وظائف بحثية لعدد ضخم من الباحثين و المحترفين فى مجال الاستراتجيات السياسية و العسكرية و الاقتصادية إلي من اسماهم استاذ السياسة بجامعة هارفرد إرنست ماى (Ernest May) "جمهور السياسة الأمريكية" , وذلك لتحقيق الدور الأول لمؤسسات الفكر الأمريكية وهو إنتاج المزيد من الأفكار والخيارات السياسية لصانعى القرار لتعزيز دور الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأن اى مبادرة كبرى في السياسة الخارجية لن تستمر ما لم تتمتع بقاعدة صلبة من التأييد الحاسم في أوساط جماعة المهتمين بالسياسة الخارجية , ومثال على ذلك  ما حصل عليه الرئيس الأمريكي السابق جورش بوش الأبن (George W. Bush) , الذى استند على تقارير الاستطلاع الشعبى الذى قامت به مؤسسات فكر تميل ايديلوجياتها لفكر المحافظين الجدد New Conservatives)).
مميزات مؤسسات الفكر الأمريكية:
تتميز مؤسسات الفكر الأمريكية بأنها بيئة ذات فاعلية نحو المستقبل حيث تتكافأ فيها الخبرات بشكل يتناسب مع الجهود المبذولة اكثر من تلك الخاصة بموظفي الأبحاث الحكومية العادية , مما يعمل على تأمين اكثر البرامج السياسية تلائما مع الاحوال السياسية داخليا و خارجيا للإدارة الامريكية بكل طاقمها , بشكل تعجز عن توفيره البيئة البيروقراطية للدوائر الحكومية والتى تصب اهتمامها بالكامل على إجراءات الأمن المعتمدة قياسيا لدى الحكومة الأمريكية. كما انها تعمل كحلقة وصل بين الباحثين فى مختلف المجالات من اجل الحصول على مصلحة مشتركة لهذه المؤسسات فى توفير المعلومات اللازمة قبل الإضرار إليها. وتعمل مؤسسات الفكر الأمريكية فى بيئة حرة بعيدة تماما عن الحواجز البيروقراطية و الروتين الذى يميز الدوائر الحكومية بشكل عام , مما يثري البيئة البحثية بشكل كبير ويساعد ايضا على نشر أبحاث السياسة الملائمة داخل الحكومة الأمريكية وخارجها وإيصالها إلي الّنخب السياسية ، مجهزة بصورة أفضل للتعامل مع الأحداث المستجدة بالسياسة داخليا و خارجيا ([5]).
انواع مؤسسات الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية:
يوجد هناك أكثر من 1200 مؤسسة ممن تصنف كمؤسسات فكر(Think Tanks) تسيطر على الساحة السياسية الأمريكية وهى مجموعة كبيرة تختلف من الناحية الأيديولوجية مصادر التمويل والمواقع التى تشغلها , والتى يمكن تصنيفها كما يلى:
·       مؤسسات بحثية تميل لأحد الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الأمريكية مثل معهد بروكنجز(Brookings Institution) الذى يميل إلي الحزب الديمقراطي و مؤسسة هيرتيج (Heritage Foundation)  التي تميل إلي الحزب الجمهوري.
·       مؤسسات مرتبطة بهيئات معارضة للسيطرة الأمريكية و معظمها من اليسار مثل (Nation Pacifica) , او من اليمين المعارض مثل مؤسسات لاروش (LaRouche).
·       مؤسسات بحثية تابعة لمؤسسات خاصة كبرى مثل مؤسسة كارينغي للسلام الدولي (Carnegie Endowment For International Peace).
·       مؤسسات تابعة للجامعات مثل مؤسسة بحوث الشرق الوسط (Middle East Researches Foundation) التابعة لجامعة كولومبيا  ( (Columbia University
·       مؤسسات تابعة لهيئات حكومية مثل جامعة الدفاع الوطني (Nation Defense University ) ومركز بحوث الكونغرس  ( Congressional Research Service)
·       مؤسسات الفكر التابعة لتجمعات معينة , مثل اللجنة الوطنية اليهودية الأمريكية (American Jewish Committee) , و لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"(Israel-American Public Affairs Committee) ([6]).
اهم مراكز الفكر الأمريكية:
·       مؤسسة بروكنغز (Brookings Institution):
وتعد إحدى أقدم مؤسسات الفكر فى الولايات المتحدة الأمريكية , التى انبثقت عن مؤسسة الأبحاث الحكومية التي تأسست في واشنطن سنة 1916 ، والتى توسعت لاحقًا لتشمل منظمتين متصلتين ببروكنغز هما مؤسسة الاقتصاد (Economic Foundation)، و كلية الدراسات العليا للاقتصاد وشؤون الحكم(High Studies School for Economics and Ruling Affairs). وتنقسم هذه المؤسسة إلي ثلاثة اهتمامات بحثية رئيسية وهى دراسات السياسة الخارجية ، والدراسات الاقتصادية ، ودراسات شؤون الحكم. كما تضم هيكلتها التنظيمية أيضًا عدة مراكز أبحاث تُركز اهتمامها على مناطق مثل الشرق الأوسط ، أو على قضايا وظائفية مثل سياسة التعليم. وللباحثين بهذه المؤسسة الفكر بإطلاع صانعي القرار على استنتاجاتهم بصورة أكثر مباشرة من خلال الإدلاء بشهاداتهم أمام لجان الكونغرس ، والاستشارات الخاصة ، والاجتماعات مع الموظفين في السلطتين التشريعية (الكونغرس) والتنفيذية (الإدارة الأمريكية)، وبإطلاع جهات غير حكومية على تلك الاستنتاجات من خلال المناقشات و الاجتماعات. ولقد خصصت مؤسسة بروكنغز ميزانية تبلغ 40 مليون دولار اميركي سنويا, للمنح السنوية للباحثين مثل مركز تعليم السياسة العامة (General Politics Learning Center)التابع للمؤسسة ودار للطباعة و النشر التابعة لهذه المؤسسة والتى تقوم بنشر العديد من الكتب و الدوريات السياسية سنويا.
·       مؤسسة راند (RAND Corporation):
تم تأسيس مؤسسة راند (Rand) برعاية من وزارة الدفاع الأمريكية و يتم تمويلها من قبل الحكومة الفيدرالية , وهى مكونة من ثلاثة مراكز تعنى بأبحاث التطوير لأساليب و استراتيجيات الدفاع العسكري تديرها منظمات خاصة غير ربحية بموجب عقود طويلة الأمد. وهي تٌطور وتحافظ على خبرات وقدرات أساسية تهم الذين يرعونها ، وتعمل في سبيل المصلحة العامة للشأن العسكري الأمريكي دون الحاجة إلي التطرق إلي المجالات السياسية الأخرى. ومن اهم الأدوار التى قامت بها مؤسسة راند هو تطوير سلاح الطيران الأمريكي عن طريق الابحاث والمساهمات المدنية العلمية المكثفة خلال فترة الحرب العالمية الثانية بالقرن الماضي , الأمر الذى ادى لتطوير أبحاث تحليلية رائدة فى تطور الأنظمة الاستراتيجية  والتى اسهمت بشكل كبير إلي فهم طبيعة الاتحاد السوفيتي وقتها من حيث العقيدة الحربية و السياسة الخارجية و التطور العلمى والتكنولوجي ([7]).
وتقدم مؤسسة راند الدعم المعلوماتى للجهات الراعية لها في وزارة الدفاع إلي الأبحاث والدراسات التحليلية. مع العلم ان المراكز التى تدعم مؤسسة راند هي مشروع سلاح الطيران , و مركز آرويو (Ario Center) التابع للجيش , و معهد أبحاث الدفاع القومي ، الذى يندرج تحت السلطة المباشرة لمكتب وزير الدفاع و هيئة الأركان المشتركة ووكالات الدفاع.
وتلتزم راند، بالنسبة لكل من هذه المراكز، القيام بتطوير مجموعة من "القدرات الجوهرية" المحددة وصيانتها. ويتم كل ذلك بمعرفة وثيقة بهيكلية ، وعقيدة ، وعمليات ، وشخصيات المنظمات الراعية , حيث يخضع كل نتاج تصدره راند إلي عملية صارمة للتحقق من النوعية. والجدير بالذكر ان أهم مصادر القوة التى اكتسبتها مؤسسة راند يكمن في استقرارها ، وإستراتيجيتها الطويلة الأمد ، والعلاقة الوثيقة مع المراكز العسكرية الراعية متمثلة فى وزارة الدفاع الأمريكية.
·       معهد الولايات المتحدة للسلام (US Institute for Peace):
في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي – أي في أعقاب حرب فيتنام- قام نقاش حاد في الولايات المتحدة حول أهمية تأسيس " أكاديمية سلام " قومية لتدريب المحترفين في مهارات التوصل إلي عقد الصلح وإحلال السلام ، وذلك كتكملة للرسالة التعليمية للأكاديميات العسكرية القومية الثلاث التي تديرها الحكومة. وكان من نتائج هذا النقاش أن قرر الكونغرس الأميركي سنة 1984 ، تأسيس معهد قومي مستقل غير ربحي ، لخدمة الشعب والحكومة من خلال أوسع مجال ممكن من التعليم والتدريب، ومن خلال خلق فرص للأبحاث الأساسية والتطبيقية ، وخدمات توفير معلومات عن السلام تتعلق بوسائل تعزيز السلام العالمي وحل النزاعات بين دول وشعوب العالم دون اللجوء إلي العنف. هكذا ظهر معهد الولايات المتحدة للسلام إلي الوجود. ويقوم هذا المعهد الذى يموله الكونغرس سنويًا ويشرف عليه مجلس إدارة من الحزبين يعينه الرئيس ، ويثبت مجلس الشيوخ أعضاءه ، بتركيز جهوده على التعليم والتدريب وتطوير السياسات ووضع البرامج العملية لإدارة النزاعات ، وكل ذلك سعيًا لتحقيق السلام الدولي  في الشرق الأوسط، والبلقان، وأفغانستان ، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى , بل وفي أي بقعة من العالم تهددها النزاعات العنيفة أو تحتدم فيها)[8](.
ولا يقدم برنامج التدريب هذا في واشنطن فحسب ، بل في العالم أجمع .ويشمل المتدربون فيه دبلوماسيين و مسئولين حكوميين وقادة مدنيين وممثلي منظمات غير حكومية وأفرادًا من القوات المسلحة ، من الولايات المتحدة والعشرات من الدول الأخرى . وهم يدربون للتعامل مع كل مراحل النزاع ، بدءا من العمل الوقائي ووصولا إلي تثبيت الأوضاع وإحلال الاستقرار وتحقيق المصالحة ما بعد النزاع.
اهم مراكز الفكر الأمريكية المهتمة بسياسات الشرق الأوسط:
·       معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني (The Washington Institute for Near East Policy) 
هو معهد بحث أمريكي تأسس في 1985 من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا بأيباك , و يعتبر احد اهم مراكز الأبحاث اليهودية و المعادية للعرب و الحركات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.
·       المعهد الأمريكي American Enterprise Institute (AII) :
وتأسس في العاصمة الأمريكية واشنطن ف العام 1943 , ويمثل تيار اليمين المحافظ المتشدد اقتصاديا و ماليا , ويدعم اسرائيل.
·       معهد هدسون         (Hudson Institute)
وهو معهد ابحاث يمينى , اسسه الخبير الإستراتيجي هيرمان كوهين (Herman Kahn) , وهو باحث في شئون الأسلحة النووية و التخطيط السياسي والدراسات المستقبلية. ولقد تم إنشاء معهد هدسون فى العام 1961.
·       معهد هيريتيدج فاونديشن (Heritage Foundation):
والذى تم انشاؤه فى العام 1973 , ويعتبر من ابرز الأبحاث المنتمية للتيار المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية , وتتركز اهتماماته على السياسة الداخلية الأمريكية على المستويين الاجتماعى و الاقتصادي , وكذلك على علاقات الولايات المتحدة مع اوروبا.
تصنيف مؤسسات الفكر الأمريكية بناءا على الأيديولوجية والفكر:
·       مؤسسات الوسط الفكرية  Centrist Think Tanks:
مؤسسات الفكر التى تمثل الوسط تشمل المجلس الأطلسي للولايات المتحدة ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (Atlantic Council of the United States and Center for Strategic and International Studies)، وهى مؤسسة غير حزبية موجة نحو السياسات الأجنبية ، معهد المشاركة التعاونية (The Institute for Collaborative Engagement) وهي منظمة غير حزبية تعنى بالشأن الدولي ، وساحة معهد لينكولن (The Lincoln Square Institute) , وهى مؤسسة غير حزبية ايضا تُعنى بالانتخابات الرئاسية. كما يعتبر معهد بروكينغز (Brookings Institution) والذى هو أقدم مؤسسة بحثية في أمريكا من ضمن تيار الوسط الفكرى. وأخيرا معهد السياسة التقدمية (Progressive Policy Institute) وهى مؤسسة تركز على تحريك الحزب الديمقراطي في اتجاه أكثر وسطية. ويبين الملحقA  قائمة مؤسسات الفكر الوسطية )[9](.
·       مؤسسات المحافظين الفكرية Conservative Think Tanks:
ويرتبط المحافظين الجدد مع بعض خلال مبادرات السياسة الخارجية المقدمة من قبل مؤسسات الفكر ذات نفس الطابع , مثل معهد المشروع الأمريكي (AEI) ومشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC). كما يمثل معهد كليرمونت (Claremont Institute) هي أكثر مؤسسات الفكر الأمريكية ذات الفكر التقليدي المحافظ. والملحق B يوضح قائمة بمؤسسات المحافظين الفكرية( ([10].
·       مؤسسات الفكر الليبرالية Liberal Think Tanks:
على الجانب الآخر من الطيف السياسي ومؤسسات الفكر توجد مؤسسات الفكر الليبرالية مثل معهد دراسات السياسة (Policy Studies Institute) ومركز التقدم الأمريكي (American Progress Center). كما يعد معهد السياسة الاقتصادية (Economic Policy Institute) هو أحد أبرز مراكز الأبحاث التي اكدت على مصالح العمال ذوي الدخل المنخفض والمتوسط ​​الدخل. ويعتبر معهد روزفلت (Roosevelt Institute) كذلك نموذج لمركز أبحاث يقوم على تنظيم الهيئات الطلابية في الجامعات والكليات للاستفادة منها بطريقة فعالة. وقائمة المؤسسات ذات الفكر اليبرإلي وردت كاملة بالملحق C.
·       مؤسسات الفكر التحررية Libertarian Think Tanks:
وأبرزها هو معهد كاتو (Cato Institute)، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة، DC. والمحلق D  يشمل قائمة بمؤسسات الفكر التحررية بالولايات المتحدة الأمريكية)[11](.
خاتمة:
إن أغلب عمل مراكز الفكر الأمريكية هو إعداد و نشر الدراسات و البحوث الخاصة بمختلف جوانب نشاطات المجتمع و الدولة ذات الطابع الحساس و الاستراتيجي لذلك يكون نشاطها بتماس مباشر مع مؤسسات السلطة و دوائر صنع القرار المختلفة و بالتالي فمن البديهي أنها تتبادل و هذه المؤسسات المعلومات و الحقائق باعتبارها الخامات و المصدر الأولي الأساس الذى ستجري عليه عمليات التحليل و التفكيك و التركيب و ما تنبني عليه البحوث و الدراسات التي ستعود كمخرجات تقدمها مؤسسات مخازن التفكير إلي الجهات المعنية لتستفيد منها.
إن طبيعة النظام الديمقراطي الليبرإلي و انفتاحه و شيوع مبادئ حرية تداول و نشر المعلومات فيه من جهة و انتقال الأفراد و الكوادر و الخبرات بين مؤسسات مخازن التفكير و مؤسسات الدولة و الإدارات الحكومية من جهة أخرى كل ذلك ساهم في خلق بيئة تؤمن سيولة و تدفق عالي للمعلومات بين كل من مراكز الفكر و مؤسسات الدولة. إن التقدم الذى شهدته أنظمة الاتصالات والمواصلات البعيدة المدى قد وسّع كثيراً مجال وتأثير التعاون بين المؤسسات والباحثيين. 
قائمة المراجع
اولا : المراجع العربية :
إبراهيم موسى ، معالم الفكر السياسي الحديث والمعاصر، بيروت، مؤسسة عز الدين للنشر، ط1، 1994م.
خالد حامد طاهر شينكات، سياسية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هيئة الأمم المتحدة (1990 – 2004 )، (القاهرة:كلية الاقتصاد و العلوم السياسية، 2005)، ص 173 – 175
د. صالح ياسر ، بعض الإشكاليات في المجتمع المدني، بغداد، مطبعة الرواد، ط1، 2005 م.
د.محمد سجاد بور، المؤسسات البحثية و السياسة الخارجية الأمريكية، مختارات إيرانية، العدد (38)، نوفمبر 2003، ص 70 – 71.
اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا , مؤتمر غربي آسيا التحضيري للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ،2005 م,  بيروت , ص ١.
م.د. بسمة خليل نامق ,  مؤسسات مخازن التفكير ودورها في صياغة  السياسة الخارجية للدولة الحديثة النموذج الامريكي. مجلة القادسية للقانون و العلوم السياسية ,كانون الأول 2009 , العدد الثانى , المجلد الثاني
منذر سليمان، دولة الأمن القومي و صناعة القرار الأمريكي: تفسيرات و مفاهيم، المستقبل العربي، العدد (325)، مارس 2006، ص 35.
ثانيا : المراجع الانجليزية:
Congressional Quarterly. PUBLIC INTEREST PROFILES, 2001-2002. Washington: Congressional Quarterly, 2000. 912. http://store.yahoo.com/cq-press/pubinprof20.html
C-SPAN. WASHINGTON JOURNAL: SPECIAL ON THINK TANKS. Washington: C-SPAN, August 12-15, 2002.
Kitfield, James. CSIS EMBRACES OLD MISSION WITH NEW FACES (National Journal, vol. 32, no. 37, September 9, 2000, pp. 2807-2808)
McGann, James G.; Weaver, R. Kent, eds. THINK TANKS AND CIVIL SOCIETIES: CATALYSTS FOR IDEAS AND ACTION. New Brunswick, NJ: Transaction, 2002. 617p. http://www.amazon.com/exec/obidos/ISBN%3D0765800322/thepennsylv niagA/102-2709650-8492141
Rich, Andrew; Weaver, R. Kent. THINK TANKS IN THE U.S. MEDIA (The Harvard International Journal of Press/Politics, vol. 5, no. 4, Fall 2000, pp. 81-103) http://muse.jhu.edu/journals/harvard_international_journal_of_press_politic / toc/prp5.4.html
Robin, Ron. THE MAKING OF THE COLD WAR ENEMY: CULTURE AND POLITICS IN THE MILITARY-INTELLECTUAL COMPLEX. Princeton, NJ: Princeton University, 2001. 256p. http://pup.princeton.edu/titles/7079.html









No comments: