Wednesday 13 August 2014

مقال: ما وراء الحدث : موقف العسكر من استعداء الصحف العالمية || هبه حداد

Share on Tumblr
تكاد الدائرة تضيق على جماعة الانقلابيين ! بين ليلة وضحاها وبعد خبر توقيف بطل مصر للكونج فو وسحب الميدالية الذهبية التي حصل عليها في بطولة بخارج مصر شاهدت صور فوق العشر رياضيين ومجموعة من الفرق الرياضية يرفعون شعار رابعة! وعلى الطرف الاخر , كلما يرفع احدهم ذلكم الشعار يقوموا بحبسه , ومصادرة ما يملك من تكريمات , والتمعن في سياسة الهش هش التي تمارسها صاحبة الجلالة (بعد ما تخلت عن اللقب لأقرب خادمة في بيتهم واصبحت صاحبة الحانة)! كل هذا لا يهم حقا ولكن ما يهم هو لماذا الانقلابيين بهذا الغباء؟ , الأمر الذي يأخذنا لمنحني اخر اخطر , هو “كيف نستغل تلك النعمة” !!

في بدايات الانقلاب ظهر “The yellow bastard” “يسري فودة” كما يسميه من هم على نفس الجلدة من “الايدلوجية” او هكذا يٌحسبون فقال: “السي ان ان تنشر الفساد في مصر” , وطبعا البعض سمح التعليق بأذن واخره من الأذن الاخري , لدلالة ان هذا الشخص بما يقول لا يمثل له ثمن قرص “الاسبرين” الذي قد يسببه التفكير في مثل هذا الأمر وطبعا لأن “السي ان ان” كمؤسسة اعلامية عملاقة قد لا يهز مصداقيتها كلام نكره بالمنظور العالمي مثله, لكن بعضهم تمعن في استيعاب التصريح وفهم دلالات ما قد يحمله ما وراء الخبر!

إن مسألة تجيش القاعدة العريضة من المثقفين و الصحافيين لدعم بوادر الانقلاب وارهاصاته الأولى لم يكن امرا صعبا لفهمه , فالاتجاة الليبرالي بكل ما يمثله من طوائف مقنعة او صريحة اضحى في لُحمه غريبة مع الرأسماليين وما تمثله مصالحهم اما في الحكم او الموارد , الأمر الذي يمثل ظاهرة مصرية فريدة قد تعتبر الأولي من نوعها في العالم , وبطبع المصريون السباق لكل ما هو Weird فلقد تم أدلجة عقول المتلقين للوعي الانقلابي في قوالب تسمح لهم بتصديق ان الصحف المصرية هي من تنقل مكنون الحقيقة والرؤية الصادقة بينما الصحف العالمية هي من تكذب وفي وقت الفراغ تتخابر على مصر!! وتوالي ذلك في حوادث كثيرة متواترة كتشويش القنوات الاخبارية و عرض الرشاوي و البلطجة بدراع النايل سات تارة وبمدية خرق الميثاق الصحافي مرة اخري , بالرغم من ان الاخير لم يُحدد في شكل قواعد معروفة يعرفها اولئك الصحفيين انفسهم !! واصبح اهتمام الانقلاب بفرض علامة اكس على كل ما يعارضهم متفشيا للحد الذي جعلهم يضعون امير قطر على قائمة الترقب على مصر , على فرض ان امير قطر اذا ضاقت عليه الدنيا في يوما ما سيلجأ للهروب لمصر كخيار ابدي نحو الخلاص بدلا من جزر البهاما او سويسرا !! وهو اجراء اخرق يدل بشكل لا يدعو للجدل ان من ورائه يعاني قسوة الحياة واضطرابات الشعور بالدونية !

بالأضافة إلي ملاحقة وإخراس كل من طاوعته نفسه يوما بالأشتراك معهم في الجريمة , كعمرو حمزاوي الذي آثر الحياة البيتوتية ودفء الأريكة في ليالي الشتاء “المنقلبة في الحظر” على معارضة هؤلاء الحمقي وهو ينظر لنفسه كل يوم في المرآة قائلا “هو في مجنون يتخلى عن الجنسية الألمانية”! , والبرادعي الذي باتت كل منشوراته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الآن هو الدفاع عن مظهره و انتقاد ما آل إليه حال مصر من الصعود لقمة الهاوية بشكل متسارع و بخطى ثابتة , بعد ما ان قضى اربعة سنوات ونيف هم جل عمره الثوري في بلده الثاني “مصر” يخاطبنا عن المواقف الثابتة و إرادة الجماهير !! ذلك بعدما ادرك حجم كميات البصاق الذي تلقاها من الساسة الغربيين الذين هم “اهله وعشيرته” على مواقفه التي نقضت كل ادبيات علم السياسة فهو يعرف جيدا ماهو الانقلاب وما هي الثورة ولم يقنعهم ادائه ال fake في خطاب مهترىء عن إرادة الشعب ألقاه وبالخلفية ركني “الدين للعسكر والوطن للعسكر ايضا” (بابا الازهر وبابا الكرازة المرقسية) وبالرغم من ذلك فأنه لم يجد غروا في الأسهاب بالمشاركة في تلكم الأزمة !! لكنه و بسذاجة طفل علق على مواقفه بعد ما وصل بالسلامة لبيته النمساوي قائلا “ماكنتش اعرف انهم هيعملوا كده” , و “والله مانا دي اختي منى”!! وبالطبع فإن موقف اعضاء حزبه السياسي العتيد هو حر مستقل تماما ومغاير كليا عن ما افصح به “ثور المعبد” ال Guru للعصر الجديد من الحريات “المتأرجحة” , لأن ببساطة فيزا النمسا غير متاحة للجميع على الأقل في الوقت الراهن بعدما اغرقتهم التمويلات حتى شيب الرأس , ولا مانع وقتها ان يرتفع شعار “عدو عدوي هو عدوي” طالما الرصيد البنكي في علاقة انتفاخ مضطردة مع تمجيد “البيادة العسكرية” , وهذا يتضمن ايضا مهاجمة “الثور المقدس” نفسه وهذا لا يتناقص ابدا مع عرف الليبرالين فيما يسمى “التفوق على الأستاذ” !!!

واخيرا وليس اخرا ,مسلسل “عرضها ما تكشكشهاش” مستمر في دوائر الحكم او قل في داوئر “عزبة ابوهم” ببلدنا المحروسة الذي بدأ من يسري فودة متمنطقا ان “سي ان ان” شر في البيوت المصرية وكأن عكاشة هو خليفة العلامة “مصطفي محمود” في نفس تلكم البيوت , إلي وضع جريدة بعراقة الجارديان على القوائم السوداء المسيئة لمصر , و مرورا بنيورك تايمز التي تتحسف على نشرها مقالا للروائي “علاء الأسواني ” “الآكل” على كل موائد السَلطة! سواء السيزر سلاد او “البلدي بالقوطة” , وهذا ما يبرر ارتفاع الضدين لديه , تلك الظاهرة التي اسهب في شرحها الفيلسوف الألماني “هيجل” , عندما كان يكرر الأسواني في بدايات الثورة ان “الجماهير العريضة للشعب هي من تقرر حريتها وهي الأولي بالحكم .” ثم عاد ليلحس ما قاله عندما اعترض على جهل الشعب المصري مطالبا بالحجر عليه ووضعه في مدرسة ليلية تتبع حملة “التعليم للكبار” قائلا ان معظم الناخبين الذين اختاروا مرسي هم الجهلاء والدهماء الذين لا يعتد بأصواتهم بسبب الجهل وقصور الوعي السياسي والإدراك الأيدلوجي !! نيويورك تايمز طبعا لم تعترض على الأسواني بسبب مواقفه الكثيرة المتناقضة , انما اعترضت على جزئية قالها في اجتماعه الأخير في جمعية ما بفرنسا عندما تلقفته جموع غاضبة من الشعب الأخر حسب اخر تصنيف ممن يقال عنهم “ارهابيون” بالرغم ان منهم مسيحيون ,ففر هاربا بزوبعات من السباب ورفع اشارات خلاعية بيده تتنافي وبشكل صارخ مع ادبيات الثقافة ورُقي الكلمة او ما يدعيها في كتاباته , متملصا من عبارات الرفض ولسان حاله وقد تقمص شخصية زعيم البلطيجة قائلا “حد ليه شوق في حاجة”!! , حيث اشار ان واشنطن هي من تذكي جزوة نار الفتنة في مصر وتسعى لهدم المؤسسة العسكرية عن طريق تمويلها لما يسمى بالمؤامرة الصهيوإخوانية!! وهذا امر صدق او لا تصدق صحيح في بعض مضامينه, وهذا ادعي ان يجعلك لا تخرج قبل ان تقول “ياسبحان الله”


No comments: