Saturday 16 August 2014

مقال: عبث الأنصهار : دستور الجلاد || هبه حداد

Share on Tumblr
ربما حان الوقت ان نقولها لعلها تكون غائبة عن أذهان البعض!! نحن نعيش زمن "الأنصهار" بكامل مزاياه وعيوبه على حد سواء! ابتداءا من ان يعرف الغرباء تفصيلات حياتك الدقيقة كـ طعامك/شرابك/مرضك/صحتك/حالتك المادية /النفسية/ارائك/مهاراتك/موقعك الجيوغرافي عبر بضع سطور تكتبها اما تصريحا او ابهاما على مواقع التوواصل الاجتماعي, و هو الأمر الممتد دون حيزالمجموعات الانسانية حسبما اتسعت رقعتها او فقط انحصرت في نطاق (كنطاق الاسلامويين الذين يبات الامر لديهم كلُ يدلي بدلوه فيه , مهما على امره او سفل ) , لتشمل مجموعات الدول , المتجسسين على بعضهم البعض , في امور التعليم / البناء / الصحة / التسليح / وما إلي اخره , لتعريف ما يسمى بالأستخبارات , لتأتي دولة وحيدة تٌعرف بالقطبية والهيمنة من اجل ان تحصد ذلك كله في بوتقة واحدة تُسميه "النظام العالمي الجديد" , ولعل الأسم وحده كافي لأن نتسائل هل كان هناك "قديم" و إن كان فأين ذهب!! 
وللحديث عن النظام العالمي القديم عليك بمراجعة تطور النظم الاجتماعية في بيئتك منذ العام ال1800 للأن لتجدها لم تتغير قد أنملة , الا لما هو اسؤ , فواقعك لم يتغير وإن حتى للنموذج الاسؤ , فالأمور تقاس للتقدمية وليس للتأخرية , بينما افتراضك هو ما يتقدم بمساحات هينة يسمح لك بها صاحب المخطط "مهندس الهياراكي" والذي انت فيه مجرد "زيت تشحيم" , لاخر هو "ترس" , للالتحام مع اخر "برغي" , فأولوية كل واحد من هؤلاء تحدد أهميته واحتمالات بقاءه من ضمن تلك المنظومة المرسموة بشىء من الفوضوية يسع ما يسمى بالعالم القديم ليُدمج وينصهر ومن ثم يستخرج منه سائل تشربه السادة في يسر !!! ولقد اعانهم على ذلك قوم من بني جلدتك , عرفوا اثمانهم ومن ثم ثمنك ودٌفع فيك , سواء بالدولار او السولار ! 
المقصد ! الدولة , لا اساس فيها بأي شرع عُرف, والقومية , هي تقويضك لنفسك داخل بوتقه لا تعرفك ولا تعرفها , والشمولية , هو اهتراء تتدعيه لنفسك وانت غير ملم بصلاحياته , والقانون , سجله مجموعة من البشر في محاولة نسخ ما سُمي على حين غفلة بالحقوق !! و الأفضل من هذا كله هو انك لا تزال تتفاعل و"بصدق" مع كم الهراء الذي يحيطك!! 
مناقشات الاسلاميين "العبثية" عن ما يسمى جدلا بـ"الدستور" , هو دليل اخر انه مهما ازدادت بشاعة الجرم المأساوي للانسانية كالقتل و التعذيب و الاضطهاد فلن تغير ذلك من واقع تلك التراكمات البشعة التي خلفتها التخأبة تحت "بير السلم" من اجل علم شرعي , لن ينفعهم بشىء وهم في غياهب السجون! الا بمدد الصبر , الذي يٌفني الأعمار في صمت !! وتبقي الدولة المستوحشة وهي في مزيد من ذلك!! وهو تصور خاطىء كلية عن ماهية قواعد شرعية معروفة كـ "سددوا وقاربوا" , "خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" , كـ "ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا" , و "إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما"! وهذا فيض من غيث , يكاد يغرقنا جميعا هالكين في طوفان لم نصنع له سفينة !!


No comments: