Wednesday 13 August 2014

Review: رقص الفالس مع بشير || هبه حداد

Share on Tumblr
تعتبر مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا واحدة من أبشع جرائم المحتل الصهيوني في حق المدنيين, ولقد نٌفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي . عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا.

الفيلم الإسرائيلي "رقصة الفالز مع بشير" , فيلم من الطراز الوثائقي مصنوع على هيئة رسوم متحركة , للمخرج أري فولمان , انتاج 2008, وفيه تم سرد ذكريات وشهادات بعض الجنود والصحافيين الذين شاركوا في تلك المذبحة أو قاموا بتغطية أحداثها! يركز الفيلم على سبر أغوار أولئك الجنود في محاولة سيكون تلبيسا إذا قلنا "تبرير" من جانبهم لما حدث في المذبحة ! ولكنها محاولة نفسية وفلسفية جيدة تبين الجانبين , خطأهم و فداحة الجٌرم , وقلة حيلة الجنود الذين يتلقون الأوامر من القيادة العليا كـ "شارون" الذي أظهره الفيلم يأكل بنهم بشرفة تطل على البحر فيما يُلقي بالأوامر عبر الهاتف.

وبالرغم من الصعوبات التي واجهت فريق العمل بهذا الفيلم والذي استمر الإعداد له اربعة سنوات دارت فيها الموافقات الكتابية على ما فيه من احداث إلا أنها محاولة تعتبر الأولي والأجراء من إنتاج فيلم يوضح جرم الإسرائليين نفسهم في حق المدنيين العٌزل في جريمة مذبحة صبرا وشتيلا!! الفيلم تم عرضه في مهرجان كان ونال عدة جوائز.

المحاولات الحثيثة من الحكومة الإسرائلية في تقريب لغة الحوار بينها وبين باقي دول العالم وخاصة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) أعداء الأمس / حلفاء اليوم , على مستوى الحكومات وإن كرهت الشعوب , تجري على قدم وساق في مختلف المجالات, وأهمها الإعلام, ولا يخفي علينا الدور الذي يقوم به المتحدث الإعلامي للقوات المسلحة الإٍسرائيلية (IDF) أفيخاي أدري لتقريب المسافات الثقافية عن طريق التهنئات والتبريكات للمسلمين والعرب في مختلف المواقف و المناسبات! بالإضافة لنشر العديد من الدوريات والأبحاث التي تشرح نزاهة وأخلاقيات القوات المسلحة بكل ما يتعلق ذلك بسرد السلبيات و تعديد المخالفات الإجرامية في حق مدنيين , في إشارة واضحة لمداهنة جمعيات حقوق الإنسان "بشكل صوري" !!

لكن كما عهدنا الصهاينة "يقولون ما لا يفعلون" , كان حرياً بهم أن يجعلوا متحدثهم الوحيد الرسمي الذي يخاطب العرب , ان يكون منتسبا لمؤسسة مدنية بدلاً من آخرى عسكرية في "كيان" عسكري ذا مرجعية ثيوقراطية يهودية , لن تمحي جرائمه مجرد فيلم "كارتون".


No comments: