Thursday 14 August 2014

قصيدة: نَحر الفيلة || هبه حداد

Share on Tumblr
(القصيدة على ساوند كلاود:  قصيدة نَحر الفيلة)
وحيدا .. 
ألقى بالعواصم في بئر ضيعته المهجورة
وهاجر …
يطوى النجوع بحثا عن عاصمة …

وزاده بالمرتحلات دمائه و الشمس في وجنتيه 
و اسرار عهودِ مستنفرة 

عن ماذا يبحث ؟

عن عاصمةِ ؟ عن حبِ ؟ 
عن عمر لن يرى أخره؟
عن كل ما جمع الفؤاد و قام يبعثره 
وتراقصت على ثغر شريانه الأماني المنجيات 
و إلهام العباقرة …
والفتي كل ما في جعبته 
بضع اقلام متراصات من فحم المدخنة..
وقلبه المجنون باع الضيعة للمحتل 
و زحف يسَكن القاهرة …
وبقلبه انعكاس الوهج المحموم على نحر الفتاة…
و النصر على الزاحفين نحوها..
و البريق بعيناها يشحذ الخونة 
كالنصل في الخاصرة …
فما استقرت السيقان ترحالا 
كما لم تستقر معمرة..

ساعيا في يم الحياة غرقا 
بنبض الترانيم المتواترة …
يحيك سحابته الخضراء بزيل الطريق 
حتى لا يتيه عن اخره …
والتيه قدره المحتوم كما هي احلامه المتثاقلة…
تُميت غرقا كسُقيا السيل كما تُسقي مُتحررة…
لكن الموت لا سُقيا تكابره …
ولا شفيع فيه ولا حبيب 
ولا صاح ودود المعاشرة ….
وبريق الليال المزيف اغر به مكوثا
ليجابه في ترحاله اضواءَ المجون المستثمرة ….
يحبو بين افيال المساكن الفارهة …
يبحث عن مفتاح صندوق حلمه المرهون
عند تاجر الدم و المقامره …
معتقلا في الخيبة …وقهر الرجوع و ندب المكابرة …
والحب في جعبته نفًذ كما نفذت احبار ديونه المتراكمة
وعيون الفتاة …الزائفتين ..
بلورات من حمم متكاسرة …
تشق النحر إذا ما اقترب للقبلات المتناحرة 
زيف كعينيها , 
كرئتيها, 
كقلب(يـ)ها….
المتناحرين .. 
عاشقة يوما وآخر متنفرة..
شمالا دهرا و جنوبا مستكبرة …

وهو .. المسكين هو…
لا عظيم المرام ارتقى
ولا حتى نهدي العاهرة …
ومال الضيعة و صندوق احلامه المرهون
و ساقيه المتكسرة..
ونحر الفتاة …
والقبلات … 
وسيل الفيلة المذعورة …
كلها اوهام … سُميت زورا عاصمة …

No comments: