Wednesday 13 August 2014

قصة: بائعة المولوتوف (الحلقة الأولى) || هبه حداد

Share on Tumblr
يشتد صوت ضرب القنابل واعيرة النار و تتعالى اصوات الصيحات, ويتفرق الناس هربا للأختباء.
يلجأ اثناهما وراء جدار يؤدي احدى منافذه نحو الشارع (حيث الالتحام ) و الطرف الأخر نحو القطار الأرضي (حيث الهروب) .
..
يلتقيان
هي تركض صاعدة الدرج, تحمل في يديها عدد من الزجاجات الممتلئة , قاصدة الالتحام بالأحداث, وهو يركض هابطا, يحمل بيديه عددا من الكتب , قاصدا القطار !!
دخان القنابل يجعل الرؤية مستحيلة ...يصطدمان.. فتسقط من يديه كتبه لدرجتين من الدرج .. يقفان متضادين برهة , ينظران لبعضهما في حدة.. حيث لا ملامح مفهومة ..
تبادره قائلة: 
هلا جمعت كتبك! 
يشيح بوجهه ويهبط الدرجتين ليجمع الكتب حانقا ,,
تترك زجاجاتها على نفس الدرجة التى كانت تقف بها وتهبط لتساعده ..
فتلحظ من بين الكتب رواية ... تنفض عنها ما التقطته من قذر بحميمة قائلة :تقرأ لهذه الكاتبه من قريب؟
هو (متأففا) : دعي عنك , بأستطاعتي لمهم بنفسي,..
هي (بنصف ابتسامة): حسناً..
هو: تقذرت كتبي بسببك؟ كيف سأبدلها الأن..
هي: أطالب أنت؟
هو: كلا , انا ابيع الكتب ..
هي: ماكنت تفعل اتيا من هذا الطريق؟
هو (متأففا من اسئلتها ) : كنت مارا بجوار الجامعة اسلم طلبية, ,, متداركا في حدة : وما شأنك؟
هي: انت وشأنك.. 
تتركه وتهم بالصعود مرة اخرى..
هو (متراجعا بسبب الفضول): إلي اين انت ذاهبة؟ الشارع بالخارج يسبح في بركة من الفوضى .. لقد شققت طريقي إلي هنا بأعجوبة..
تجيبه وهي تنظر للوراء..
هي: علي أن اسلم طلبية .. 
حائراَ مشغولا بجمع كتبه وتنظيفها,,
ماذا؟؟...
يتكاثف الدخان مع علو صوت اعيرة النار بالخارج , فلا تكاد تبرز نحو الخارج حتى تتقهر مائلة فتسقط منها احدى الزجاجات متحدرة على الدرج ..
يلتقطها لها بسرعة .. فيناولها اياها ملتقطا بانفه رائحة نفاذة..
هو: مهلا , رائحتها غريبة .. (ممسكا بها , مادا يديه لها) 
هي: دعها ..
هو: ما بها؟ 
هي: قلت دعها ..
هو: لن أفلتها حتى تخبرينني..
هي: خذها ... هي لك , لا تعطلني (تصعد مهرولة الدرج )
هو: انتظري ... لا مجال للمرور بالشارع الأن ... (ممسكا بطرف يدها)
هي: وما يهمك؟ 
هو: قصدت نصحكِ..
هي: استطيع تدبر اموري.. افلتني
هو (وقد اصابه العناد) : فيما جرأتكِ على الذهاب ؟ ألا تخافين؟ 
هي: عايشت الخوف اكثر من عدد صفحات كتبك ... فنفذت الأوراق ومازلت اعايشه.. 
يفلتها.. فتضم زجاجتها بقوة , وتقوم بعدهم ,, 
هو (متحيراَ) : سأعطيك ثمن الطلبية التي لا ادري فيما ستخدمينها..
هي (تنظر بوجهه , مبتسمة بسخرية) , احتفظ بنقودك , ربما احتجتها لمزيد من كتب الكاتبة..
تركض مسرعة نحو الخارج .. تبتعد عنه مسافة...
هو (هاتفا بصوت عال لتسمعه) : ما اسمكِ؟ 
هي (ملتفتة إليه وهي تركض, هاتفه .. مبتسمة) , "بائعة المولوتوف" ..
تستدير لتعاود الركض...
ثم تختفي وسط الدخان ..
متمتما : ترى ما اسمها ؟ أني لفتاة ان تعمل بائعة مولوتوف؟ لا يبدو عليها ..
يهبط عتبات الدرج , حاملا الزجاجة باحدى يديه, ثم يلتقط كتبه باليد الأخرى , فيسقط احد الكتب , يلقتطه , ويقرأ عنوانه ,
"
بائعة المولوتوف " لـ ....
يقف برهة , فيقول مدهوشا.. 
"
انها هي"...
يقف , حاملا كتابها بيد و باليد الأخرى يحمل زجاجتها.. .. 
بمنتصف الطريق بين الهروب و الالتحام ...
يفكر ...

No comments: