Thursday 14 August 2014

مقال: إن هذا أزهرُ وهم أزاهر || هبه حداد

Share on Tumblr
هؤلاء , من تحملوا الظلم المتناوب عليهم منذ بداية ما تسمى بفترة اصلاح محمد علي بك , وتحملوا غربتهم في المجتمع وغربتهم بدينهم يحملون العلم والأيمان وأصول الجهاد في صدورهم اورثوها اجيال متعاقبين استاذا لشيخ لطالب علم لولد لطالب علم لشيخ لأستاذ , وكلهم فقهاء عمود , اساسات ذلكم البيت العتيد الذي حمل رايات العلم تارة و رايات الجهاد تارات في وجوه الأنذال و الطواغيت منذ ان تجرأ نابليون وتعدى بحوافر فرسه على سجادات المسجد المٌتحدث بالعلم , فمزقت في طريقها اثار مُحدث بالحديث, وناسك بالفقه , وحافظاً لأحكام التجويد , وأوقفها اولئك ومن خلفوهم وهو في خضم المعمعة منصهرين في بوتقة الأزهر , كل لكل و بعض لكل و واحدا لكل , ولم نسمع عنهم تفاضلا او تمايزا او تباهيا بالبطولة , فأنصهروا لله في رضا الله تطبيقا لكلمته الشريفة "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ" ! فعلم منهم المغرضون صلاح النية و استبسلالا في كلمة الحق ما لا يصفه اكبر منظري السياسية تبجحاً وحُجه , يعملون في صمت , لا يهون الأضواء , ونياشينهم لنصرة الحق مهضمومة سرقها الخونة الذين زرعوهم ليرأسوا الأحرار و ليسوقوا الأبرار , فما كان إلا ان يمكن الله لهم طريقا ممهدا بالصبر يمشون فيه مزلزلين حكم الخونة فاضحينهم على رؤس الأشهاد , حتى يميز الله الخبيث من الطيب , وليعود نصاب النصر لكفته المتزنة , فيضحون بأنفسهم كما هو دأبهم لا يهابون الموت ولا يسألون الشهرة و لا تعلم عنهم سوى ما يقال لك , والحقيقة هي أنفس و أطهر. هم قوم عاشوا كامل إنجازاتهم مقهورين في الظلم قسرا , لم تشملهم رعايات السلطان ولا إكرامياتها , لكنهم وبحق في كل مرة من يهبون مسددين نحو الخطر صدورهم ليوقفوا صولات إجرامه.
فوالله لهم أزاهر , وانه لأأزهر.


No comments: