Saturday 16 August 2014

مقال: متلازمة الابداع "جنون"|| هبه حداد

Share on Tumblr
هناك بعض الناس , اذا نقص منسوب ابداعك يكفي ان تمكث في بروفيلاتهم يومين متتاليين!!
دعونا لا ننشر الخبر إذن, حتى لا يصبح الدخول للبروفيلات برسوم !! , واشعر انه كنوع من الدرس لابد ان اٌحبس معهم حتى ألتقي الحرفة كاملة, لكنني من هؤلاء المرهفين , يطلقون العصفور حرا املا ان يُغرد كما يشاء! ولكنه يهرب ولا يعود! 

كلما شعرت اني خويت من الكلام (ولا يخفي عليكم, الكلام صنعتي وبدونه انا شخص طيفي لا وجود لي) , عادة كنت اذهب للكتب , ولكن حاليا مع الانشغال الذي يأكل اليوم كله بت اذهب عند اولئك المفرغين نسبيا لقراءة مزيدا من الكتب عما افعل , ولكن ليس هذا كل شىء , فقدرة البعض على ايقاظ "الافكار" برأسك بسطر من كلام , تشبه في نظري "ايقاظ التنين" من كهفه العميق بأحدى الجبال المسحورة ! وهذه مهمة خطيرة لا يجرأ على فعلها إلا كل جسور من سلالة الفايكنيج, او بكل بساطة شخص بسيط من سلالة "مصري مطحون" , وليس هذا ما يشغلني فحسب, ولكن ما يشغلنى حقا , هو ما السبيل لألهامهم بألافكار التي اود انا شخصيا ان اٌلهم بها!! 

كشخص يقرض الشعر (ادعى اني افعل ذلك) , اذهب لقراءة اكثر من قصيدة لأحد المشاهير وولكن يا ألهي لا اجد ما بغيت ان اكتب عنه الا في دموع حزينة , او لقطة مصورة , او هم اكاد معه ان ابيع الدنيا وارحل رافعة شعار "Enough is Enough " وكل هذا ما هو الا خيالات بسيطة , ولا ادعى الامعان في الاحداث , لأني ممن اصف بالتاركين !! وهم صنف غير مقبول اجتماعيا , ترك كل شىء للشىء الذي لا يراه الا مع نفسه ! ومهما بلغت محاولات الدفاع عن هذا الشىء او تجسيده للاخرين فلا يجني سوى نظرات الشفقة احيانا و الشفة المقلوبة بقرف احيانا اخرى وكأنهم رأوا مجنونا يشق ثيابه ! وهنا تستوقفني عبارة في احدى الروايات تقول:
عزيزتي , كلانا حدودي!

حدودي؟
مهلا دعيني اضعها لك! نعم, حدودي تعني اننا عالقين بالمنتصف , تركنا دفء العائلة والمناسبات الاجتماعية وابهتها ورحلنا للامحدودا سعيا إلي التنوير ! 
(
لكنى حتى الآن لم اجد ما قد اسميه تنوير) !!

والألهام مقدرة على صحبة الميتافيزيقا! فأذا وصلت للميتافيزيقا انصك ان توصد الباب ورائك بقوة , حتى تمنع نفسك الأرضية من العودة حيث القاع, وارجوك ان توصل سلامي للعزيزة الغالية "ميتافيزيقا" قائلا "فينك , طولتي الغيبات"! 
ولكن حتى تتمكن من الولوج لتلكم النقطة عليك بفعل الكثير إن كان منسوبك يترنج صعودا وهبوطا تبعا للأحداث ولا يعمل على وتيرة واحدة ! كالقراءة كل شىء واي شىء , بأسلوب النهم الأستهلاكي الذي يختار أدسم الوجبات , فألذها , او بالأخير اذا ما ألتاعت نفسه طالبا للأكل الخفيف!! / مطالعة كم هائل ومخيف من المرئيات فقط من اجل "ندعة" ابداع! ستجد نفسك في الطريق قد تعرفت على عوالم اخري ربما كان يمنعك عن دخولها كبسة زر وضيع/ السفر والترحال وهما امرا لا اجيده لأسباب شتى , واحيانا , ربما ليست بالكثيرة , احسد اولئك الذين بمقدرتهم التنقل في المواصلات العامة والبلدات ورؤية النماذج المختلفة من الناس والنفسيات والحالات والمواقف و القدرة على صياغتها بأسلوب متحدث منطقي يتجسد في صورة امامك !! اضف إلي ذلك عوامل اخرى , كالحب , وما يفعله بالإنسان, يبقيه عاليا بسرير السحاب يكاد من يراه ان يجزم انه مخلوق نوراني ولد ليموت كنجم في الفضاء, ومن ثم يخفضه لقياعان الأرض يقضي الليال مختنقا يشعر ان كل خطوة سيخطوها نحو المطبخ مثلا كأنها العبور خلال برزخ هو طريق ضيق لا افق له بين طودين باسقين لا نهاية لهما, احساس بالضيق تكاد ان تعلن معه الأستسلام صارخا كالطفل الذي يود الذهاب لبيته بعدما ما هاله امر الناس بالخارج صارخا بعبارة "I want to go home!!" , فيجابهك الواقع المرير قائلا "!!This is Home, baby" . اما عن الحزن كملهم للأبداع , فحدث ولا حرج , يكفيك ان تعلم ان الحزن هو سيد الألهام الذي لولاه لما سمعنا اشهر المعزوفات وشاهدنا اندر الرسومات , وقرأنا اعمق الكتب !! هو حالة من الجدارية, نعم لست املك حاليا مفردة غيرها, حالة من الجدارية تمثل علاقتك مع الحياة بشكل عام, الحياة تكتب وتعلق على جدارك , وانت واقف صامت تقرأ ! وكأنك تقرأ خبر وفاتك مثلا , بينما انت حي ترزق , لترى ما هو احساس ان ينعوك وانت بينهم تتنفس !! لذا اجد انه من اصعب المواقف التي قد يمر بها انسان هو ان يصاب بحزن عميق ثم لا يدع لنفسه المجال بالأنهيار ولو قليلا , فمهما كانت صلابتك فهي طبيعة انسانية لابد ان تمارسها حتى لا تصاب بها لاحقا وستكون حتما بلا نهاية! ولا شىء يفوق ابداع الحزن في رأي, لأنه صادق ,صدق الدم الذي اسالته معركة !!

كنت احسد هؤلاء الذين بمقدرتهم العمل / الدراسة / الاستمرار في الحياة مهما اختلف مزاجهم, ولكنى بت مؤخرا في قناعة , ان المزاج هو من يجعل الشخص مستحقا لرتبة "انسان" , يعيش ليبدع ,ليستهلك عمره في حرفة الجمال , ليس فقط ليمارس الأنسنة كالأكل والشرب و استمرار الحياة! والمهمة امام من يسعى ورا الابداع ليست بالصعبة , فتدريب على الابداع ممكنا في حضرة جلال الموهبة , ولكنه قد يتسهلك الاعمار و يعصر القلوب ولكنها ضريبة ان تبقي سائرا على السياج المدبب , تشعر ما لا يشعره الاخرون ومن ثم تنسجه بحرفتك وتقدمه هينا للناس يقلبونه متبرمين ربما لم يعجبهم, ولهؤلا اقول "Who cares!"!


No comments: