Thursday 14 August 2014

قصيدة: أنتظرك || هبه حداد

Share on Tumblr

أنتظر تلكمُ الليلةْ
التي سأنامُ فيها بلا خوفْ
وأضعُ على رأسي ألف مدينةٍ
غارقةٍ في الحُلْمْ
فتُدْفِئُنِي إِبتِساماتُكْ
وَ رَبَتاتُ كَفِّ أُمِّي
وَ عيونُ ألفِ مُعجَبْ
بِذَلِكُمِ الرِّدَاءِ الأبيضِ الحَانيّ
وَ قَلبِي المُفعَمُ بألفِ فَرَاشةْ
تَسبَحُ في فَيضٍ مِنَ اَلألوانْ
تُدْفِئُ وِسَادَتي
و تُزَكِّي عِطرَ أحلامِي
وتُنبِتُ رَأسِي بِفَيٍء مِنْ نَماءْ
أَنتَظِرُ تِلكُمُ الساعةِ
التي سَأُغْلِقُ فِيهَا كُلَّ النَوافذْ
وأَعَيشُ أنا وَالشَمسْ
حَبَسْتُهاَ في خِزَانَتِي
أُخْرِجُها مَعَ الضِياءِ وَقْتَما أَشَاءْ
لِتَمْنَحني الحُبَّ
والأملَ وَ بَاقَاتًِ مِنَ الوَردِ القاني
كُلّما إِنحَدَرَتْ دُمُوعِي
وَيَداكَ وَقلْبُ أُمِي تُعَانِقَاني
في حِنُوٍّ وَ صَبرْ
بإِبْتِساماتٍ مَرمَريةٍ
في زخمِ عِاشقٍ وَ بَهاءْ
أنتَظرُ أن أرجِعَ
مِنْ غُربَتي المَوروُثَةِ
كالعهدِ المَكتوبِ في كَبِدِ السّماءْ
تَتلقَّاني عُيونُكَ الحَانِيةْ
بالأحضانِ العَاصفةْ
و بزخاتٍ من بَدِيعِ الأشّوَاقْ
وسَأمْحو عِندَها سٌلمَ الطائرةِ
وأدفنُ هَويتي المُتَنقِلة
فلن يَعرفَنِي إلا أَنتْ
وأمي والشمسُ بِالِخَزانِة
وبعضُ الأمُسياتِ المُتنَاغِمةْ
وبهجةِ ذَلكُمُ الضِياءْ
أَنتَظِرُ أن أكَتُبَ
على أَوراقِنا المُتنَاثِرةِ
بسِماتٍ مِنْ خُيوطِ القَمَرِ المُخَبأة
مَكَثْتُ اللّيالي أَحفَظُها بعِناية
أَنشُرُهَا في رَسْمٍ مُتَأنِّقٍ
لِأُعَلِّقَها لِلذّكرى
السَعِيدةْ … البَاكِيةْ
وَقد عُدْتُ بَقاياَ الأصَباغِ بِيَدي
أَتَلمَّسُ بِها وَجهَكْ
فَتُنِيرُ لِي شَمْسُكْـ
وتُطْلِقَ العُصْفُورَ
حُراً نَحوَ السَماءْ
يَحمِلُ مَعهُ قِصَّةَ الأَلَمِ العَتِيدْ
فيُلقِيها في اليَمِّ
مُتَأمِّلاً بعيونِ الرجاءْ
أَنتِظرُ أن أُكمِلَ رِوَايَاتي
وَ أُدَوِّنَ أَشعَارِي
وَ أَسْرُدَ فِي المدينةِ المَهجُورَةِ
كُلَّ آمَالِي
كَالخَيالِ الفَانِي فِيْ ثَنَاءْ
مَاحِياً قُضْبَانَ السِجْنِ
وَ قَسْوةِ الظُلّمِ
و الآلافُ مِنَ الَأقْلامِ أَنهَكتُها
تَكْتُبُ إسمَكْ
وَ تَرسُمُ ثَغرَكْـ
فِي بَردِ الشِّتِاءْ
و قَسَاوَةُ النَومِ فِي خَوفٍ
و وِحْدَتِي التي تَوَّجَتْ
أساطيراً من أملٍ وَ دُعَاءْ
سَأنتَظِرُكَ حُباً يُضَمِّدُ الأَلَمْ
يُحْيي قِلْبِي بالشَّغَفِ وَ الوَفَاءْ
وَ يُزهِرُ مَدَائِنَ كِيَانِي المُعَلّقِةِ
تَنتَظِرُ لَحَظاتِ اللِقّاءْ
سَأنتَظِرُكَ مَا حَيَيْتْ
صباحاً مَغِيمْاً أو ذَاتَ مَساءْ




No comments: