Thursday 14 August 2014

مقال: حياة بلا مغامرة .. موت ممل || هبه حداد

Share on Tumblr
mustang-wanted.com Music ”The Battle” by Sean Redmond / Ethos Music -www.ethos-music.com
قد يبدو الأمر مخيفا لك, لكنها الحقيقة , فالكل مآله للموت يوما ما فلما الحذر الشديد بمواطن قد تبدو آمنة! 
هذه وجهه نظر مغامر , يجد اللذة في المشي على الحافة وتسلق أعلى الجبال ولمس الصواعق و الهبوط من علي في سرعة و رؤية الشمس المتاخمة من اقرب بؤرة و التحليق مع النسور في كبد السماء و الهتاف لأصدقائه من أعلى أبراج المدينة! 
أما بالنسبة لنا , العاديين من الناس , فالتنظير أسهل ما نملك , فالمسألة تتلخص في كونهم “مخابيل” , عشقوا الخطر و أدمنوا دفقات الأدرناليين التي تدفقها خلاياهم “الكظرية” بدمائهم , فتتدرج النشوى من مستوياتهم العالية ثم العادية ثم المنخفضة في اضطراد متنامي على مواجهة الخطر , اي كان نوعه!
ونسينا أن لولا هؤلاء المخابيل لما كنا شاهدنا يوما البقاع بأعلى الجبال وأعتاها ونحن في بيوتنا أمنين لم يُخدش لنا أصبع , ولم نكن لنرى أدق الحياة البحرية في أعمق قيعان المحيطات , ولم نكن لنشهد أعشاش النسور التي تبنيها في كهوف الجبال الوعرة بمنحدراتها ونحن نأكل “الفشار” , ولا الوعول الجبلية التي تتسابق في تسلق المنحدرات المستحيلة , ولا الأسماك المتوحشة التي تسابق مصورا ألتقط لها صورة , ولا الحيتان العملاقة التي تُنشد ترنيمة الحب في موسم التزاوج في بهيم ليل المحيط البارد , ولا الضواري التي تبني مجتمعاتها الأسرية بأسلوب يتشابه مع مجتمع الإنسان , ولا جمال الشمس على اختلاف حالاتها من فوق ناطحة السحاب او تحت موجة رقراقة , ولا الزهور التي تورق في كبد الصحراء , ولا الرمال الناعمة كموج البحر تٌغري من يمشى عليها بالثبات وهي عكس ذلك , ولا النباتات المتوحشة تكاد تفترس رأس الرجل , ولا صغير الدببة القطبية المتوحشة وهو يلوح لصاحب الكاميرا في براءة الأطفال!! 
هذه حياة مغامر … لا حياة مخبول !! المخابيل لا يسعدون الإنسانية , هم يدمرونها فقط …  
بالفيديو مجموعة من الشباب الروسي المغامر , استطاع التصوير متأرجحا من حواف خطرة كالبنايات و الأبراج و الجسور … بحثا عن المغامرة و كسرا للخوف وإشباعا لروح التحدي .. 




No comments: