Sunday 19 July 2015

قصيدة: رداؤها طراز الخمسينيات | شِعر: هبه حداد

Share on Tumblr
..! 
تجوب حافية القدمين في رداء من طراز الخمسينات ..

غير عابئة إلا بالطين العالق بكعبيها..

وفي سيرها أغنية تترنم ،

خشحشة الرداء محتكا بالورود ..

و نهيج ضحكتها تتعالى

تتقافز تأد تيك الوردات بكعبين في شهوة .. لترنو إلى السماء ..

و .. من نجين من مذبحة شهوتها

عشن بسعادة ، حتى حين..

مطرزات على ردائها ، طراز الخمسينيات..!





لمزيد من أشعاري و خواطري النثرية يمكنك زيارة:





قصيدة: أشطارنا المنثورة | شِعر: هبه حداد

Share on Tumblr
يلوح السؤال .. عاليا بالسماوات،

يمر فوق أناس شتى ..

يخبرون كعكات من الفراولة تفوح منها رائحة النعيم ..

لن ترى الأمكنة نفسها السيد العجوز ثانيةً..

ولا مخيلته البطيئة الصماء ..

إذ هو مخلوق على ألسنتنا وحسب ..

كل هذا يجب أن يكون عنا ..

ألا تظن ذلك ..

لطالما أردت أن أؤمن بقدرتنا ..

فهلمي بالخروج من هاهنا، وحسب..

أريد أن أكون ..

أريد ...

أريد ..

أريد أن أخترق إليك ..أشطارنا المنثورة .. عندما تصطدم عينانا ...


لمزيد من أشعاري وخواطري النثرية يمكنك زيارة



Soundcloud.com/heba-haddad

Facebook.com/hebazpoets

قصيدة: عزلتي الأختيارية | شِعر: هبه حداد

Share on Tumblr
مبتعدة عن كل ما عرفته من العالم 
قد خضت عزلتي 
 الأختيارية!
فلا مزيد من دموع اسفحها
على خِلٍ خائن ..
ولا ضحكات كذا ، 
على نكاته الوقحة!
فحينما غسلت ضميري بمياه البحر الأزرق، 
عدت كصغيرة في رحم قديم..
أتمرغ فيه بقلبٍ جديد
على فُرشِه القرمزية .. الدافقة 
لأحلُم بكل شهي و حزين 
خلقته أناملي المرتعشة و دموع الحبر بيدي 
في قصصٍ... 
لعزلة .. أختيارية..


لمزيد من أشعاري وخواطري النثرية يمكن زيارة:
 

مزاجنا = رقم (1) | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
تريد أن تنجز عملًا أدبيًا/ مشروعًا علميًا/ مخطط كتاب/ مشروع ترجمة/ … أو أي عمل آخر يحتاج لشغفك وإبداعك أكثر من أي وقت مضى؟!
اتبع إحدى الخطوات التالية، فلست متأكدة من اتباعها جميعا في وقت واحد! قد يقودك ذلك للجنون وأحمل أنا وِزرَ آخر دخل جنة السعداء الأرضية! من يدري.
١- اكتب قائمة بالأفلام التي حولتك لطفل بلل بمخاطه الممزوج بالدموع ملابسه وأطراف أكمامه. قم بمشاهدتها مرارا وتكرارا حتى تنتهي من احتياجك العاطفي.
٢- إن كنت من محبي القرآن الكريم، أو الأوبرا أو الجاز أو التقاسيم الشرقية، فأنت أسعد حظا ممن سواك. وهكذا يعتقد الآخرون عن أنفسهم من محبي الميتال والروك آند رول والهيب هوب! ولست أدري عن حالة أولئك الذين يفضلون البياتي والسيكا سيكا من المتشنفين سماعيا شيئا. لكنهم في حالة أفضل من أولئك الذين مزاجهم يُستحلب من أدوار المهرجانات دون أدنى شك. في جميع الحالات، لا تشبع نفسك بالكثير ممن تحب. حتى تترك لشغفك مسافة اشتياق !
٣- فارق المزعجين/ المثبطين/ حاملي الأخبار السيئة/ مشاكلك العائلية والشخصية حالا بالا وتقوقع قدر ما استطعت! وللمتزوجين أقول: الله معكم!
٤- اهرب! أي نعم سمعتني جيدا. اهرب من موقعك الجغرافي المزعج. اذهب حيث لا يعرفك أحد ولا تعرف أحدًا. بيت جدتك المهجور في القرية/ غرفة بسطوح بيتكم لا يطؤها أحد/ بيت أحد أصدقائك الروحانيين/ غرفة تطل على الحسين/ أو الريفيرا. حسب استطاعتك المادية والنفسية. أو بكثير من إيمان وقدرة نفسية اهرب داخل نفسك ولم تتحرك قيد أنملة خارج بيتكم. وتلك أحد أكثر السبل نفعا لعقل مشحوذ.
٥- كُل ما هو شهي ولا تحرم نفسك ولكن لقيمات لقيمات ولا تتخم. وصلّ كلما استوحشت مكانك ونادِه واستلهم حضورك في جلال بهائه. وغنِّ لنفسك أمام المرآة وفي الحمام وأنت تطهو لنفسك وأنت تنظف مكانك وأنت تخرج من بيتك لقضاء حاجة لتعووود سريعا. وابعث الحياة في شخوص كتاباتك. دعهم يعيشوا. هذا حقهم الأصيل، الذي سيجلب لك اليقين بفشلك أو نجاحك. راوغ نفسك وصادقها وأرغمها ودع لها مساحة وكلمها واحتقرها ثم دللها على الدوام. تلك أقصر الطرق للحصول على brain storming بعدما تخلى أو تخليت بإرادتك عن كل عقل مفيد حولك!
٦- تعرف أحدهم حكيمًا لا زال على قيد الحياة؟ جدك/ جدتك/ شيخك/ بائع الفول بأسفل بنايتك/ والدتك (أحيانا تكون كنوز مغلقة من حكمة تريد من ينبش فيها ليعثر). الزمه. راوغه بالحديث لتحصل على الفائدة. اقهر كبرياءك أمامه، وتعلم. كل كلمة وإيماءة وتفسير. ولا تتخذ لنفسك أصناما. بل مُلهمًا. وليكن حبا. لكن لست مسئولة عن تورطك بنتائج ذاك الحب !
٧- ابتعد عن الـ social media = ابتعد عن الإنترنت = ابقى قابلني لو عملتها عشان تقولي عملتها إزاي! وأغلق الهواتف وألق بهم جميعا في بئر. وعش لهدفك ذاك الذي يريد اهتمامك؛ حياة دراويش التكايا في القرن الثامن عشر بتركيا، أو أفندي بالأربعينات في إحدى القرى النائية بمصر، أو معلم قراءات بإحدى الزوايا الدمشقية بالعصر الأموي، أو مُزارع زيتون بإحدى ضواحي يافا قبيل النكبة، أو عازف قانون “برنس في روح” فقير بأحد حوانيت بغداد في العشرينات! تقمص لنفسك دورًا غريبًا يدخلك في حالة الإلهام.
٨- مارس الجنون والهدوء والعدو والهوينى والعزلة كثيرًا. وكن أنانيًا. أدري أنها ليست بأجمل الصفات. لكن كن أنانيًا، ولو لحين. ابخل بوقتك على الوجود بأكمله وانعم بكل دقيقة فيه لذاتك.. أنت.. وحدك.
واكتب.. اكتب.. فمن يكتب لن يموت. (أو كما قالت..).

مشكلتان رئيسيتان تعيقان إبداع الأديب العربي | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
قُلتُ إن بمقدور من يمتلك ملّكة الكِتابةِ أن يوسع على نفسه بمزيد من الإبداعِ والانتشار، لكن كما قالوا قديمًا: “لُكل جِدرٍ تَنور” (جدر = قِدِر = وعاء للطبخ)! وتنور الكاتب هو القراءة، والسعي بين الناس، والملاحظة ومشاهدة الحوادث (والمقصود بها معرفة الفروق الثقافية بين حدث وآخر على الصعيد الذي اختاره الكاتب لنفسه)، وإطلاق العنان لخياله فيما ينسج ابتكار أفكاره المختلفة وخلجات صدره التي اعترتها التجربة، وخبرات رآها واكتسبها من السعي بين الناس والخطوب.
كيف للكاتب “العربي” أن يكتب وقد تكدست بقلبه المأساة تلو الأخرى لما ألم به من هموم بلاده وحياته! كيف له أن يُبدع في شيء آخر سوى “قصص الحرب”، و”قصص الحُب المُعذب” وكيف لا يُشبع أوراقًا لا ذنب لها سوى أن حظها السيء ساقها تحت يديه، بأفكار بائسة لا تخرج من حيزٍ إن اتسع فهو أضيق من أن يبلغ نزاهة كلمة “إبداع”!!
في دراسة متأنية للروايات العربية المصرية التي كُتبت منذ ثمانينات القرن الماضي، نجد أن حتى قصص سرد شقاء الإنسان في سعيه نحو لقمة العيش بلغ من التصاوير الهزلية التي باتت يعرفها المُتمرس على القراءة من مجرد قراءته الفصل الأول للرواية أو السطور الأولى (وهذا من سوء طالع القارئ الذي ابتلع أحبارًا تكفي لتصنع بئرًا يدفن فيه كل أشباح الكتابة التي يجدها في الصحو والمنام!! والجميع يسعى بشكل غير منطقي نحو الـ “Stereotyping” وكأنهم مقيدون نحو نفس السلسلة الجهنمية التي تكاد لا تستني أحدًا!! فالعدوى بها التصاق مغناطيسي لا فكاك منه.
وللاختصار، فإن ثمة مشكلتين أساسيتين يواجهان أي أحد يهتم بالكتابة ويريد أن يكون لنفسه “أدب”، وقبل سردها، لا بد أن يكون لنا وقفة عند جملة “أن يكون له أدب”، والأدب أو الآداب = Literature لُغويًّا تعني الخُلقُ=Seemliness وعليك أن تعي تمامًا أن أدبك ككاتب، هو خُلقكَ كإنسان! ولا داعٍ للمثالية هنا، فالمقصود الأول بالخُلقِ أن تكون الكلمة على مقدار الوعي وأن يكون الوعي فوق المستوى (لحتمية رفع تقدير الجمهور وليس العكس أن ترضي الجمهور) وأن يكون صاحب الكلمة ذات الوعي أكثر إنسان ناقد لذاته حد الانتحار وأكثر إنسان راضٍ عن مصير كلمته حد الإبهار والتطرف في النقيضين مطلوب للتوازن وخلق حالة مشابهة لـ”التنور” المطلوب لخلق الإبداع! وبذلك ربما نكون قد استطعنا، ولو بنسب معينة، مشكلة الـ “Stereotyping” أو القولبة الجاهزة.
والمشكلة الثانية، التي لا أجد لها شخصيًّا أي حل، هو لقمة عيش الكاتب!! فيما يمكث الكاتب الغربي حوالي 6 شهور من السنة متنقلًا بين البلدان ومكتسبًا الثقافات وقارئًا مئات الكتب من حديثِ أو قديم، فيعود بعدها مستقرًا لدياره وفي جعبةِ خياله ساحات وغابات وميادين وأناس وأنماط وحيوات تكفيه مؤنة معاناة الشخصنة وتراكيب الصور وتسلسل الرواية وخَلّقِ إنسان الرواية (واجعل تحت هذه الكلمة مليون خط).
نجد الكاتب العربي والمصري على وجه الخصوص يشقى كادحًا في وظيفة عدمية 12 ساعة باليوم، ويتمرغ مُرغمًا على التنقل بين ذاك العمل وبيته في أكثر وسائل التنقل امتهانًا لمجرد التفكير في كلمة “إنسان”، فأي بيئة إبداعية سترسو في مستنقع أفكاره بعد ذلك، ناهيك عن مشاكل النشر التي لا تنتهي.
فمن دور النشر التي لا حل لها سوى أن تتحول لمحلات “سراميك وكتب”، إلى تلك التي تنشر في مقابل المادة لأُناس لا أستأمنهم على كتابة “نعي قطي في الجريدة” وما ترتب على ذلك من أنواع لم يُنزل الله بها من سلطان من الآداب، فهناك “أدب المواصلات”، و”أدب مشاكل العمل”، و”أدب المدمنين (على اختلاف أنواع الإدمان)”، و”أدب الاحتكاك” (وأسمح لعقلك أن يسرح لثانيتين ليس أكثر في مقدار “الوَسَخِ” الناتج عن هكذا امتهان للآدمية أدى إلى هكذا أدب)، هذا إذا نجا الكاتب العربي من الكوارث الكونية، كالدهس تحت أحذية العدو، أو القصف جوًّا، أو الحرق في ميدان، أو الموت مسرطنًا بإحدى مستنقعات وزارة الصحة.
والإخفاق في علاج مشكلة “لقمة عيش الكاتب”، سوف يسوقنا بخطى ثابتة نحو الانزلاق في المشكلة الأولى “القولبة الجاهزة”!! وليس ثمةَ أمل في الأفُق .







التسليع، ومفهوم الأرض الوسيطة | مقال: هبه حداد | Sasapost

Share on Tumblr
في مناقشة حامية الوطيس بين بعض أقطاب دور نشر الكتب الإسلامية في مصر والعالم العربي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، استخدم البعض مفهوم “التسليع” كتبرير لانتشار تجارة المكتبات الحديثة التي تقوم على بيع الكتب “الأكثر مبيعًا Best Seller” بدلًا من الاعتراف بإطراد اعتناق ثقافة القراءة بين الجمهور.
وفي رأيي، مبدئيًّا، من أجل الفصل بين معارك المفاهيم، يمكن تفكيك مفهومِ كـ”التسليع” إلى “غرز الحدث كقيمة ثابتة من ضمن الثوابت!” على عكس ذلك نجد “التسويق” أو “الترويج”، لأي حدث معنوي “كالمثلية” أو مادي “كالكتب” مثلًا، فهما مجرد مفهومين تجاريين تفرضهما أسباب السوق والقاعدة الجماهرية المتحكمة في ذلك السوق!
انتشار سلاسل المكتبات على غرار النمط التسويقي يدخل في نطاق “انتشار التسويق” أو “الترويج”، سعيًا وراء ما أحدثه انتشار الكتب بين الناس من رواج مادي، وهو بالتأكيد ليس تسليعًا! لأنه لو كان كذلك لرأيت خيار “الجزار” البديهي في افتتاح باب رزق هو “مكتبة” بدلًا من “محل للجزارة”! أي أنها لم ترقَ لتكون قيمة مغروزة في سجل القيم المجتمعية المصرية إلى الآن.
والسؤال، بعد حل جدلية التسليع المغلوطة هنا، هل انتشار ثقافة القراءة بين أطياف الناس المختلفة، الشباب منهم على وجه التخصيصِ، كان سببًا في انتشار “تجارة” سلاسل المكتبات، أم العكس!
الإجابة في رأيي، أن انتشار الفعل، جلب ردَ فعل! أيًّا كان البادئ!
فالكتب الإسلامية على سبيل المثال، غزيرة الإنتاج منذ الثمانينات أو قُل قبل ذلك، وكان ولا يزال لها جمهورها المعروف الذي باستطاعته التعايش معها ولأجلها في الظل، إلا أنها لم تدخل مضمار لعبة “التسويق” إلا مؤخرًا، فبات لها نجوم من الكتّاب من يتشابهون في “حداثتهم” و”حضورهم البراق” كالرائج بين أطياف المثقفين العمومين (ذوي الاهتمام غير الإسلامي من الأدب والعلوم وغيرها).
ومن باب ضرب الأمثلةَ للناسِ لعلهم يتفكرون: نجد ظاهرةً كالسمنة في الخليج من أكثر الأمراض ذيوعًا! فأرجعَ بعضُهم ذلك لانتشار ثقافة “الوجبات السريعة Fast Food”، إلا أن البيوت الخليجية معروفة بمحافظتها الدؤوبة على طقوس الطبخ المنزلي بشكل يومي (فالطعام الخليجي “Gulf Cuisine” لم تدخل عليه إضافات دخيلة تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر نظرًا لدسامة مكوناته كما حدث مثلًا للطعام المغربي “Moroccan Cuisine” نظرًا للاستعداد الفطري لديه في استخدام مكونات أكثر صحة كزيت الزيتون بالإضافة للاختلاط الثقافي بالطعام الفرنسي الأكثر خفة)، بالرغم من ذلك تجد أن سلاسل “حق امتياز التجارةِ Franchise” الخاصة بمطاعم “الوجبات الجاهزة” في تزايد مخيف!
هل السبب وراء انتشار السمنة “رد الفعل” في هذه الحالة انتشار المطاعم (كفعل)، (بالرغم مما ذكرناه من دسامة الطعام الخليجي أصلًا) أم انتشار ثقافة “السيولة المادية” (كفعل)! في رأيي هي تلك الأخيرة بكل تأكيد.. فنجد أن الخيار الأول لأي مستثمر بالخليج هو فتح “مطعم”، وبالرغم من وجود عدد معدود من المكتبات المهتمة بتجارة “أحدث الكتب إصدارًا” فهي على ندرتها لها مدخولاتها الشهرية المتزايدة وجمهورها الثابت وشهرتها الثقافية المعروفة!
وعودة للنموذج المصري، فانتشار المفهوم الحداثي المصاحب لبريق “المكتبات”، أيًّا كانت ما تقدمه من روايات دون المستوى وكُتب تُشبع الرغبة “السُبكية” للجمهور، كما يروق للبعض أن يُصنفها، إلا أنها في النهاية أدت إلى رواج كيان “الكتاب” نفسه! وهي خطوة مبدئية جيدة في سبيل رفع مستوى القراءة بشكل عام!
فبالرغم من أصالة جمهور الكتاب “الإسلامي” العاكف بالظل منذ عشرات السنوات وازدياده عامًا تلو آخر في صمت، نظرًا لسياسات القمع والمصادرة التي مارستها النظم السياسية على المفكرين الإسلاميين! لم يُشَرعَن لـ”الكتاب الإسلامي” دخوله ساحة الشهرة بخطوات واثقة إلا بأمرين:
1- اهتمام غير ذوي الإيديولوجية الإسلامية من المفكرين بالكتابة عن تلك الإيديولوجية، على اختلاف الدافع دفاعًا أو قدحًا! فاستدرجوا معهم جمهورهم نحو المنطقة الفاصلة بين الثقافة العامة (مما برعوا بالكتابة فيها)، وبين “الأرض الوسيطة” من المواضيع التي تفصلهم عن “معاقل” التوجهات الإسلامية التي لا يفك طلاسمها إلا أصحابها!
2- اقتحام المفكرين الإسلاميين مجالات الثقافة العامة، من نقد شعري وأدبي واجتماعي في محاولات “بايونيرية”، كانت في معظم الأحيان موفقة إلى حد ما، لفرض الطابع الإسلامي على مفاهيم الثقافة العامة من منطلق “فإن لم تستطع فبلسانك”!! وأولئك جلبوا معهم جمهورهم العرمرم من القراء والمُريدين لنفس “الأرض الواسطة” بين الثقافة العامة بكل جوانبها المباحة، والثقافة الإسلامية بشفراتها المفككة وفقط من قبل المنتمين لها بالدم والفكر!
وعلى ما تقدم، نشأت تلك المنطقة المحايدة بين المُعسكرين لينشأ مفهوم حداثة المواضيع المطروحة، وتبسيطها وانتشارها بالتبعية بين الجمهوريين! الأمر الذي التقطه “التجار” من الجانبين، كعادة أي جديد، واستثمروه مستغلين الرواج الحادث للكتاب الإسلامي “الخفيف- Light” والمواضيع “الإسلامية الحديثة Modern Islamist” بين الطرفين! ولسنا هنا في معرض ذك أولئك التجار، فالتجارة تسعة أعشار الرزق وإن كره الكارهون! بغض النظر عن سوء الاستخدام المنتشر بين المثقفين لتوظيف نقد الرأسمالية على كل شيء بنفس أسلوب “المنديل الورقي – Tissue” سهل الاستخدام!
بالنهاية نجد جمهورَ الأرض الوسيطة “the middle earth” هو صاحب المبادرة “الأولية” في خلق ثقافة المكتبات وليس العكس، وذلك من منظور “تروجي” يرقى عن مفهوم “التجارة” بما تصاحبها من نظرات دونية سيئة السمعة! فاستعرض الأمر دخولًا للتطوير، كأي شيء في الحياة، فأصبحت دفة قيادة السوق بأيدي التجار، وهو بالتأكيد ليس تسليعًا، لأن تاجر المكتبة “غير المخلص، والمُحدث في الصَنعة” إذا ضربته سنين عجاف سيقلب مكتبته محلًا “للفول وفلافل” بلا أدنى تردد!
وفي مقارنة كوميدية بين واقع المكتبات في مصر والخليج، نجد أن خيار افتتاح مستثمرٍ مصري مكتبةً، في الآونة الأخيرة، من نفس المنظور ما بعد الحداثي كما ذكرنا آنفًا، سيفوق خيار الخليجي، البديهي، في افتتاح مطعم…! هل نستطيع عندئذ أن نزعم أن الكتاب للمصري بات أهم من “الطعام!!”.

تلك جدليةٌ أخرى.. ربما يعجز توظيف هرمية ماسلو للحاجاتِ عن حلها!