Thursday 14 August 2014

مقال: لحظة_ثبوتية || هبه حداد

Share on Tumblr
قد يقطع المرء مشوار عمره كاملا , طولا وعرضا باحثا عن تلك النقطة العتيدة التي يُثبت فيها ذاته وتُحقق عن طريقها دلائله! وتلك اللحظات في أغلب خبرات الإنسان قصيرة و غير متكررة و في كثير من الأحيان لا تأتي لسواد البشر! فالمحظوظ من نالها و عمل على تنميتها في سعيه المحموم لإشباع شغف الرغبة بالمزيد منها! ولا يخفي على العاقل ان تلكم اللحظة يسبقها الكثير من العمل والتضحية و انكار الذات وإعلاء كلمة “القضية” , اى قضية , بغية الحصول على ذلك الأستحقاق و الأثر. ولكن على صعيد آخر , نجد أن تلك الحوادث من لحظات “التحقيق” ترتبط بأرتباط وثيق مع عوارض توقيتاتها و ملابسات ما ترتبط به, كأن يصبح “الفتى” حديث الأسنان بطلا مغوارا في اعين ثلة من النساء “قليلات الحيلة” في عمل ربما ليس بالكثير ولكنه كفاهن مؤونته في قصر قدرتهن على انجازه وغياب من هو متوسط القوة كما يتناسب مقدارا مع ذلك الفعل! وقتها سنقول ان ذلك الفتى قد مرت عليه لحظة من لحظات اثبات الذات , وقياسا على ذلك هناك العديد من النماذج التي اسهمت لأصحابها في تعجيل لحظاتهم “المتحققة” بحوادث عارضة ارتبطت بعلاقة زمكانية , ولكنها ما تلبث ان تزول مع وجود ما ينافيها من عوارض زمكانية اخرى !

لا شك ان “د. مرسي” اليوم جاءته إحدى تلك اللحظات التحقيقية, فلن يكترث المؤرخ كثيرا بما سبقها او ما سيليها , ولكنه حتما سيربطها ارتباطا وثيقا مع عوارضا الزمكانية , فبوجوده بين براثن قضاء الطاغوت , متزامنا مع وقت حرج لمجموعة من الأزمات الدموية سببها جمع امام جمع اخر فأصبح الحدث في ذهن ذلكم الجمع المكلوم متمركزا في محور “واحد -ضد- الجميع”, وهي بلا شك لحظة “اثبات تحقيقية” تفخيمية بجدارة , سواء كانت مستحقة ام لا , فلسنا بصدد هذا !

No comments: