Friday 3 April 2015

قصيدة: نحر الفيلة | بقلم : هبه حداد

Share on Tumblr
شعر: هبه حداد
أداء أحمد قطليش
---------------------------
وحيدا ..
ألقى بالعواصم في بئر ضيعته المهجورة
وهاجر ...
يطوى النجوع بحثا عن عاصمة ...

وزاده بالمرتحلات دمائه و الشمس في وجنتيه
و اسرار عهودِ مستنفرة

عن ماذا يبحث ؟
عن عاصمةِ ؟ عن حبِ ؟
عن عمر لن يرى أخره؟
عن كل ما جمع الفؤاد و قام يبعثره
وتراقصت على ثغر شريانه الأماني المنجيات
و إلهام العباقرة ...
والفتي كل ما في جعبته
بضع اقلام متراصات من فحم المدخنة..
وقلبه المجنون باع الضيعة للمحتل
و زحف يسَكن القاهرة ...
وبقلبه انعكاس الوهج المحموم على نحر الفتاة...
و النصر على الزاحفين نحوها..
و البريق بعيناها يشحذ الخونة
كالنصل في الخاصرة ...
فما استقرت السيقان ترحالا
كما لم تستقر معمرة..

ساعيا في يم الحياة غرقا
بنبض الترانيم المتواترة ...
يحيك سحابته الخضراء بزيل الطريق
حتى لا يتيه عن اخره ...
والتيه قدره المحتوم كما هي احلامه المتثاقلة...
تُميت غرقا كسُقيا السيل كما تُسقي مُتحررة...
لكن الموت لا سُقيا تكابره ...
ولا شفيع فيه ولا حبيب
ولا صاح ودود المعاشرة ....
وبريق الليال المزيف اغر به مكوثا
ليجابه في ترحاله اضواءَ المجون المستثمرة ....
يحبو بين افيال المساكن الفارهة ...
يبحث عن مفتاح صندوق حلمه المرهون
عند تاجر الدم و المقامره ...
معتقلا في الخيبة ...وقهر الرجوع و ندب المكابرة ...
والحب في جعبته نفًذ كما نفذت احبار ديونه المتراكمة
وعيون الفتاة ...الزائفتين ..
بلورات من حمم متكاسرة ...
تشق النحر إذا ما اقترب للقبلات المتناحرة
زيف كعينيها ,
كرئتيها,
كقلب(يـ)ها....
المتناحرين ..
عاشقة يوما وآخر متنفرة..
شمالا دهرا و جنوبا مستكبرة ...

وهو .. المسكين هو...
لا عظيم المرام ارتقى
ولا حتى نهدي العاهرة ...
ومال الضيعة و صندوق احلامه المرهون
و ساقيه المتكسرة..
ونحر الفتاة ...
والقبلات ...
وسيل الفيلة المذعورة ...
كلها اوهام ... سُميت زورا عاصمة ...


لمزيد من الأشعار والخواطر 



No comments: