Friday 3 April 2015

قصيدة: النزوح الأخير | بقلم: هبه حداد

Share on Tumblr
بقلم:هبه حداد
أداء: أحمد قطليش
=============
ودوا لو شربوا القهوة بروح فرنسية
و "بيير".. صديقهم الشاعر ...
يغني بمواسم النزوح الأخير اغنية..
يقف فيها البطل على حافة "الراين" ويشنق نفسه
هربا من غدر الصبية !
اغنية شجية ..

بيير .. شاعر مجنون
يطحن القهوة .. يصبها في مندولية...
يترنمها بالفرنسية ...
لا يعرف النوم.. فقط يعيش وسط المهاجرين
ويخبز الشِعر
يأكله النازحون .. مع قطعة من خبز دُهنت بردا و ندم..
تزين امعدتهم الخاوية ..
ويلبسون الزينة ...
اخر ما حملوه في النزوح..
نحو المدينة الفضية...

قهوته الفرنسية ... ليست دوما شهية
لكن النازح ..
محكوم ... في نزوحه ..
بيد الإحسان والنخوة الفرنسية..
لم يعرفها .. ببلاد اخرى .. تنطق العربية

النازح ... مجهول .. اسم بلعته المياه ..
قبل ان يقطعها عوما ..فتصبح اقليمية...
رقمٌ .. في دفاتر المسعفين .. قالوا : "سكته قلبية"!
وفي تقرير البلد المُحسن .. كتبوا :
"امتلأت رئتاه بمياهنا الأقليمية" !! ...
خبرُ ظهر سهوا اسفل شاشة "التمثلية"...

هو جيلُ فُعصَ.. في حكة سياسية ..

هو نازح ... ليس رقما ..
ليس أسما ..
هو"فائض كمية"..
وطنه .. قطع من "خلاجين" ..
وصورة سوداء .. تدعى "ذكرى"
ومفتاح غرفتة الأرضية...
غرقت صورته الأثيرة و طافت خلاجينه ...
واِزرَقت شفتاه و احلامه الغبية...
مسكين .. لن يشرب قهوة العم "بيير" بالفرنسية!!


لمزيد من الأشعار والخواطر 



No comments: