Friday 8 February 2013

مؤسسات الفكر الأمريكية --Think Tanks | هبه حداد

Share on Tumblr
تتمثل اهمية مراكز الفكر الأمريكية في مساعدة الساسة عامة و الإدارة الأمريكية بشكل خاص في مواكبة الأحداثوالسياسات عن طريق تقديم التقارير و الدوريات التى تناقش طبيعة السياسات المختلفة لجميع المناطق التى تربط الولايات المتحدة بها إي علاقات , مما ساعد كثيرا على توجيه سياسات الإدارات الامريكية المتعاقبة والخروج بحلول سريعة تجعلها قادرة على اتخاذ القرارات الملائمة. ولم تقتصر أهمية مراكز الفكر الأمريكية على امداد الإدارة الامريكية بتقارير تسهل عملها ولكن حاليا اصبح الأمر ممتدا ليشمل مساعدة كبرى الشركات الاقتصادية و مراكز الأبحاث و في بعض الاحيان مساعدة حكومات غربية و عربية.لقد كان مصدر المصطلح في اللغة الانكليزية هو المجال العسكري كون انطلاقة عمل هذه المؤسسات قد بدأت فيه حيث تمت استعارة المصطلح الذي يطلق على الغرفة المحصنة التي تعقد فيها اجتماعات قيادات هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون /Pentagon) و تسمى (Tank) باعتبارها موقعا" أمنا" محصنا" ضد الضربات كالدبابة (Tank) و معزولا" عن الخارج عزلا" الكترونيا" لحساسية المعلومات التي يتم تداولها فيه باعتباره منبعا" للأفكار و الخطط الإستراتيجية للقوات المسلحة و أوامر إدارة و متابعة العمليات العسكرية الرئيسية. فكان التوجه الأول عند تعريب المصطلح على إنها (دبابة الفكر) تعريبا لكلمة (Tank / دبابة) استنادا إلى ركن الوصف الصوري للمكان في أصل و مصدر المصطلح فيما نظر التوجه الأخر للجانب الوظيفي للكيان فعربه على انه كيان (مخزن / Tank) تجري فيه مناقشة و صياغة الأفكار الإستراتيجية.وتاريخيا , اثمرت الفرص الاستثنائية دخول تفكير جديد لحقل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية , حيث قامت الإدارة الامريكية باستغلال الحرب العالمية الثانية فى تعزيز علاقاتها بأوروبا و خصوصا دول الحلفاء مما انتج مجموعات من الخبراء السياسيين امريكيين و اوربيين الذين عملوا بشكل مخابراتى (intelligence) في البداية , حيث انتج هؤلاء الخبراء مجهودا كبيرة فى كتابة العديد من التقارير التى افادة السياسة الأمريكية بشأن امور كثيرة بدءا من احتلال ألمانيا إلى إنشاء الأمم المتحدة. ويعد مقال صمويل هيننغتون فى مجلة Foreign Affairs الذى احتوى على سيكولوجية التطور في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد حقبة ما تسمى بالحرب الباردة من اهم الاسهامات الفكرية التى طورت من عمل مؤسسات الفكر بشكل خاص تجاه ما يسمى بكولونية العصر الحديث , وغيره يوجد العديد من مقالات و تقارير و اسهامات من علماء وساسة ساهموا بفكرهم بتطور سياسة الولايات المتحدة الأمريكية داخليا وخارجيا , الأمر الذى جعلها على المدى البعيد رائدة تطور سياسات مركز الفكر لتصبح فيما بعد باسم استراتجيات (Strategies).و مؤسسات الفكر و الرأى بالعالم العربي لها من الاهمية بمكان , حيث يعتمد عليها صانعوا القرار فى المراكز الاستراتيجية من اجل تحليل الاحداث و مجراياتها , و لكن الامر لا يتخطى مرحلة التحليل لأي حدث وقع بالفعل , فلا يوجد من طائلة من مثل هذه المراكز فى التنبؤ بوجود حوادث مستقبلية او وضع استراتيجية تحليلية لما يسمى باستراتيجيات الازمة او التفكير بما وراء الازمة. و نجد ان مؤسسات الفكر و الرأي تواجه تحديات عديدة على المستويين العالمي والمحلي خاصة ان مثل هذه التحديات من شأنها أن تعيق تلك المركز عن استكمال دورها بكفاءة وفعالية وبالتالي فهي بحاجة ماسة إلى تنمية شاملة لقدراتها من أجل تحقيق الهدف الأساسي لمثل هذه المؤسسات. حيث ان مؤسسات الفكر العربية لا تحظى بأى مكانه لدى الحاكم العربي , حيث لا يتم الاستعانة بخبراء هذه المؤسسات داخل منظومة الحكم , ويقتصر تدخلهم فى السياسات هو مجموعة التقارير التى تصدر من مثل هذه المؤسسات و اللقاءات الصحفية و الفضائيات الاخبارية التى نشطت استعانتها بخبراء هذه المؤسسات بعد احداث الربيع العربي و ما تلاها من احداث. وبالرغم من هذا كله فلا يوجد اى تطوير لعمل الخبراء داخل هذه المؤسسات ليكونوا بمثابة منظومة استراتيجية لتفادى الاحداث السياسية المستقبلية التى قد تؤثر على الأمن الداخلي لأى دولة , ناهيك عن السياسات الخارجية لهذه الدولة مع غيرها من دول المنطقة أو العالم بشكل عام.

أقرأ البحث كاملا على : https://royalclassacd.academia.edu/DrHebaHaddad/Papers


No comments: