Tuesday 23 April 2013

قصة: The Glasgow Mannequin || هبه حداد

Share on Tumblr


مرت تلك المرأة اثناء تمشيتها بالحديقة بجوار ذلك الهيكل العاجي وقد تفسخ في منتصفه ، فهالها منظره قائلة ، مابالهم هذه الايام يلقون بقمامتهم في اماكن التنزه ، فأسرعت لتتخطاه ، إذ بإبنتها صائحة " اماه لماذا ينزف التمثال من انفه وفمه"!!!



لم تمض رأس الساعة حتى تجمعت عناصر الشرطة الفيدرالية والصحافة من ورائهم حول الهيكل ، ومزقوا هدوء المنطقة بضجيجهم و هرجهم و سعيهم المحموم للبحث.

كانت اليزابيت شورت فتاة يانعة ولدت لاسرة غنية , ذهب الغرور و سوء التصرف بكل ممتلكات ابيها , اذ كان مدمنا على المقامرة , فجعله حب المغامرة يبيع معظم ممتلكاته إلي ان افلس نهائيا فهجرته زوجته و اخذت بناتها الثلاثة معها إلي بلدة اهلها بلوس انجليس, فيما مكث هو في بوسطن يتعثر في سداد ما اقترضه من اموال , يقامر بكثيرها و يكسب القليل و يبات مطاردا غير قادر على مجابهة الدائنين , فاستقر به الحال هاربا من بوسطن إلي تكساس حيث اقام بمزرعة احدى اقاربه , يعمل فيها حدادا.

استقرت سوزى ببناتها الثلاثة , اميلى , اليزابيث , إليانور , في حى هادىء قرب مدينة السحر و القدر "هوليود", و اضطرت مع العوز ان تنزل لسوق العمل , فعملت كاشير و بائعة يانصيب , وبائعة هوى , إلي ان استقر بها الحال فتزوجت من جديد رجلا بدى ميسور الحال , ولكنه ما لبث إلا ان استغلها في جلسات المقامرة التى كان يديرها.

نشأت البنات الثلاث في جو تتنافس عليه المادة و تكسب المعارك واصبحن على دراية كافية بما سوف يحمله لهن القدر من تعاسة مشابهة لتعاسة امهن مع زوجها الجديد ,الذى لم يكن يلوى على ضربهن في بعض المحافل عندما لا يعدن عليه بخير إذا ما امرهن به.

هربت إليزابيث من بيت زوج امها لتلحق بأبيها بتكساس وعاشت هناك فترة مراهقتها كاملة , مخلفة و رائها امها و اختيها لمصيرهم الذى اخترنه , حيث لم يذعن لما اشارت عليهم بفكرة الهروب, و خاصة لمعرفة امها بطبيعة العيش مع ابيها , إذ لم يكن بأحسن حالا , فأثرت امها "الغنى و الضرب" على "الفقر و الهجر".

لم يكن شورت ابدا رجلا مسئولا, فلم يسعد كثيرا بمجييء إليزابيث للعيش معه , و بات مثقلا بهم اثنين بدلا من واحد , فاشار عليها ان تعمل كنادلة باحدى المطاعم الجاهزة التى تقدم الطعام للجنود , وعابري الطرق , فلم تملك إلا ان تستجيب لتعمل و تكسب من جهدها الذى بدا لها خيرا من ان تعود لزوج امها او ان تهيم على وجهها لا تعرف لأين وجهتها.

كانت اليزابيث مختلفة عن معظم بنات تلك المنطقة , إذ كانت باهتة البياض لها شعر بنى وعينين زرقاوتين , ليجعل ذلك انعكاسا جميلا على من يراها , فباتت ناضجة بما فيه الكفاية لتصادق الفتيان و تأسر قلوبهم , و كانت على معرفة بقدر جمالها , فلم يتسقر بها الحال على حبيب واحد, وباتت تتنقل في الحفلات العامة و الخاصة , لما لها من روح شفافة تهوى السهر و العبث و معرفة الكثير من الاصدقاء, إلا انها لم تكن تحتسى الخمر قط.

في صباح احد ايام صيف 1943 بالمقهى, لم تكن تعلم إليزابيث ان الجندى الذى سكبت على حجره القهوة الساخنه بسبب ترنحها من السهر, سيكون له ايما تأثير في حياتها ,,,,


To Be Continued

No comments: