Friday 5 April 2013

قصة: سلمى ... الجزء الأول || هبه حداد

Share on Tumblr





تدخل سلمي احد المحال التجارية بسوق راق مزدحم ذات مساء بينما ينتظرها اخوها بالخارج متأففا يبدو على عجلة من أمره يشير إليها مرة تلو الأخري باشارات محذرة ان انجزي ما تفعلين والا تركتك.

اما سلمي فهى فتاة أكملت لتوها عامها العشرين تبدو من شدة نحولها وكأنها في الخامسة عشر أسدلت شعرها الفاحم البكر الي ما وراء كتفها و عيناها الزائغتين بين صنوف الملابس النسائية المتعددة تعطيها ملامح اكثر حيرة و كانها على شفا البكاء.

تلقفتها عاملة المتجر بابتسامة تبدو اعرض من ما قد تتحمل سلمي الرد عليها بمثلها او ردها ، تسألها العاملة عن ما اذا كان هناك شيئا محددا بخاطرها تود البحث عنه ولكن عبارات النفي المحيرة من سلمى جعلت العاملة تفقد شهية اصطيادها كزبون إذ اعتقدت انها مجرد واحدة من هذيك النسوة اللواتي يهمن بالأسواق مسلوبات الإرادة والمعقول وحتى السمع كأنهن يبحثن عن منابع الحياة او ضالات الضياع وما يلبثن الا ان يغربن كما بزغن، فأدبرت العاملة عن سلمى تبحث عن غيرها ، الا ان سلمى لم تكن لتكترث بهذا كله ، ليس عن كثير خبرة عن هؤلاء العاملات اللواتي يبعن البسمات والوجه البشوش كما يبعن السكرة في سعر خامات باهتة تحمل ماركات لا تبدو لأي عاقل بانها تعني من الجحيم الا لهيب ناره , ولكن سلمى أجبرت علي هذا التسوق كما اجبر اخاها علي مرافقتها و انتظارها بالخارج ، فكلاهما يود ان يكون في مكان مختلف الان ولا يضطر احدهما ان يسوق الاخر نحو مورد التهلكة.

في صيف ١٩٩٢ ولدت سلمى وأخاها فريدو في لشبونه بأحدي البيوت الفارهة المطلعة على احدي اجمل مزارع الزيتون ..... انتظروا التكملة

No comments: