Wednesday 25 March 2015

من سلسلة "ألوان الشمس" : خاطرة "الصحبة الصالحة" | هبه حداد

Share on Tumblr
احد أشق المعضلات على الإنسان هو تخير الصحبة الصالحة التي لا تشقيه سعيا ولا ترهقه صعودا ولا تدر عليه من المصائب ما لا قدرة له عليها .. وعملية التَخيُر نفسها عملية ليست بالموفقة أو السهلة في حال اعتبارات كثيرة كالغربة و الإنشغال و مزاجية الفرد نحو ذاته (كالإنسجام اكثر مع الفردانية) ونحو من حوله بدءا من العائلة (ملجأ الإنسان البديهي) مرورا بالإصدقاء (وهم في أغلب الحالات غير وُجود) نهاية بعلاقات الفرد تُجاه المجتمع -المسجد - الحي - الجيران - وآخرون لا يمت لهم بصلة سوى المشاركة في - الديانة - العقيدة - البلد.
لكن في حدود معرفة الشخص بما يليق به من علاقات إنسانية فالتَخُير عادة يكون في إطار التجربة و الخروج بالنتائج , والتي قد تفلح أن تُثبت له من القاعدة الإنسانية ما تغنيه من صحبة .. لكن في حالات معينة .. كالتوفيق.
التوفيق في وجود صحة مُعينة على الحياة , وعلى العقيدة , وعلى المرور بسلام من برازخ الروح المؤججة بالحيرة و التقلب , هو أمر لن يأتينا بالتخير مهما فعلنا , ومهما قابلنا من أُناس .. التَخير في الصحبة هو إعمال عقل و ملاحظة عن قرب وبعد وتعاملات مادية في الأساس حتى تُكتشف معادن الرخيص من النفيس من البشر .. لكن من سيكون هنالك عندما تخفق فيما انت عليه مقدم من اختيار؟ لا احد ببساطة .. لذا فأعمل عقلك في الاختيار .. لكن أعملك قلبك أيضا في اتجاه اخر .. نحو السماء .. فمن هناك يبدأ التوفيق ..
وربما فردا بروحه أكثر سعادة من حاله وسط الجميع ...
ربما ..
لما أقول هذا الآن .. لأنني أشعر بالإمتنان لأختبارات الله المتتالية لي و كذا اختياراته .. أنا ممتنة لأكتشافي معادن بعضهم و ممتنة أيضا للرحيل .. والمكوث و من كلماته النادرة بلسم للروح .. ممتنة .. وهو شعور لو تعلمون .. بهيج ..

https://www.facebook.com/HabaHaddad/posts/1062298203785480?pnref=story

No comments: