خاطرة : إستعداد مازوخي- من سلسلة "غارقة في الصلوات" | هبه حداد

Share on Tumblr

والعاَشقون يا صاح لديهم إستعداد "مازوخي"!!
يُعذبهم الحُبَ و يذهب بوقارهم و يقسم ظهورهم و يقهر أركان قلعتهم المقصوفة حتى الزوال !! وما يُزيدهم هذا إلا و لهاً !!
يا صاحُ قد عَرِفَ الإنسانُ الجمال مُذ خٌلِق, و تَعَلقَ به تَعَلُقِه بمصدر نجاته!! ولا غرابة!! إذ أن آدم مَكثَ فيّ النِعمِ كثيرا يرتع و يلعب ويأنسُ بجوار الله , لكن روحه الأرضية مالت إلي رُكِن الوَحشةِ وإنتظار الأَليف! فتثاقلت للقاعِ كحبات مطر تشرين المُبقَعٍ بآهات وجع الوحدة و أسرِ الجَمال!!
فما كان من اللهِ سوى أن مَنَ عليه بفرعِ من أصلهِ ... يملأ عليه نَعِيما غير منقوص!! و تألف بها روحه و تسكُن ... و يُطيعهُا .. وإن أُخرجا من الجنةِ!!
وإن يكـن آدمُ تواقاً للجمالِ , حزيناً إلا به, فحواء يا صاح ألوفهُ "لما هو موجود" !!
إذ خَرَجَت يوم خَرَجت من ضلع آدم, لم تجد غيره فتطبع الموجود بروحها و سابقه إلي ذلك خليط الدمِ والعَظمٍ منه تكوينها !!
فلما باءا بغضب من الله وحرماناً ... كان لزاما عليهما التفريق ... وإن كان لحين!! وإلا ظل كلاهما يُلقي باللوم على ما فرطا على الآخر ... والتفريق جعل لكلاهما الزمان الكافي للنوح على خليله و تذكيرا بما امتلكا يوماً و استعداداً للصفح إن يجمع الله الشتيتين!!
وهو أمرُ عَجِب الناس عن سَردِه إلا بقول غريب: حُب! وأَصلُ الفعلٍ: تَعذيب!!
وأبناءُ الآدميين كُلهمِ.. يا صاحُ... تاللهِ مُعَذبين!!