Wednesday 25 March 2015

خاطرة: التيه من أجل الوصول | هبه حداد

Share on Tumblr
لولا البحر لأصبحت أسطنبول أقبح من القاهرة ، فما أن يقبل البحر ثغر مدينةٍ إلا و يُحيلها إلى حوراء مهما استنقعت في القِدم! فما بالك إن استدار بخصرها الممتد نصف إحاطةٍ كغوايته أسطنبول !!
غير أن القاعدة شاذة حد العجب مع دمشق و القدس!
فلا بحر يغسل مع موجه قبح تعاقبات الدهر فيهما ، و رغم ذلك يسكر المار بشوارعهما بلا خمر، و يحترف التيه بالدروب كل من قصد البحث عن ذاته أو الفرار منها .. ومهما ازدحمتا ، فالزحام أصم بليغ التعابير ، هدوءٌ و شغب !! فأي سحر ذا ، و أية أسباب وراءه؟
أما بغداد ،، فكبيت جدتي ، مهما كرهت مواسم ذهابي إليه النادرة ، يبقى صندوق ذكرى منقوش بالوجدان عن الخيال ، الحب ، و الشجون لا تمل عن ثرثرتك عنه ، فلا يفوقه انفعال نفسي إلا كتلك المستنشقة بالروح صدمةً وراء أخري بأزقة أصفهان حيث العطر و الطين قرميدين مشيدين للبيوت و الناس على حد سواء ! 

https://www.facebook.com/HabaHaddad/posts/1087748027907164?pnref=story

No comments: