Wednesday 7 January 2015

إن صَحَت الرُوايةِ ..

Share on Tumblr
في رواية ثلاثية غرناطة للأديبة رضوى عاشور ، ألقت مَريَمة بما حوت جرارها التي ورثتها من أمها على قارعة الطريق من زيتون و زيت و عسل .. ألقت بكل ثقيل و مَثقَلُ بقلبها وما صنعت يداها و طفقت تُخرج الجرار للطريق .. استعدادا للنزوح ...
مَريَمة الموريسكية ، كما اعتادت أن تلقبها جاراتها المسيحيات، لم ترد النزوح يوما و لكن البقاء سيكلفها الكثير ... لم تجد ما تخفيه عن عيون الناس جميعهم حتى اذا استطاعت الرجوع يوما تجده مدفونا بفناء بيتها بين اشتال الورود غير قرطها فأمعنت في دفنه .. وهي إذ تحفر بيديها الأرض لتدفنه لم تكن سوى باحثة عن العمق لتختفي فيه .. لتدفن كل آمالها والذكريات و السنين و حكايات الجدة و لهو الأطفال و حقول البرتقال والدموع المسترسلة على مدار أجيال و أجيال في حفرة عميقة بأرض الوطن ... فلم تعرف لها وطن سواه ولا دين سواه ...مَريَمة دفنت القرط ... وماتت بالنزوح عجوز عطشى .. وأبى جسدها إلا أن يلتصق قدرا بقرطها في ذات الارض و بذات الألم ...!
مَريَمة ، شخصية برواية، و في هذا الإنشاد رواية مماثلة ... إن صحت الرواية ... فالألم ممتد وموروثات ... مَريَمة الدافعة قرطها .. الناسك الخافي ابتهالاته و مديحه للنبي في طيات بيته المتهدم ... وغيره الدافن كذا في خفيات كذا ... و و و
نزوح وإبادة ... وديانة مُحت وحضارة اغتصبت و عُلقت الصلبان على النقوش العربية التي هي قرآن أو حديث ..!
إن صحت الرواية ... فمديح المورسيكي المُخبأ ينبئنا الكثير عن الألم و عن آهات النزوح ...! 

هبه حداد


No comments: