Tuesday 20 January 2015

قصيدة: لانى ......احبك , من ديوان "رواية سهرودية" (معرض الكتاب بالقاهرة 2015) | هبه حداد

Share on Tumblr
اه يا  سر عذابى ويا دماء اورطى قلبى
باعث شمس عيونى و مقتحم فرحتى و حبورى
ساقى الالم بفؤادى ليجعل الالم ملهما للفرحةِ و الابداع بداخلى
جاعل الزهر شَوكاً و اصفرارا في عز الربيع
يا ذاك الرحيق الذى ارتشفه مع اطلاله كل يوم
يا نسمه العبير التى زلزلت كيانى و اورثتنى الجنون بغير داع
محطم كل امالى و وعودك على صخرة الملل و الوهم
يا بحور الغرق التى اهوى الموت فيها
ولا اتوب و لا تقبل لى توبة من حبك
يا صانع البسمة الوحيدة الحقيقية على شفاهى
ململم شعث امرى و انشغالى عن دنياى بك
تذكر ذاك النهار؟سألتنى اى نهار
اجبت...يوم ان حُكم علي بحبك
,اردفت قائلا بكل غرور ..نعم اذكر

اجبت و الارهاق يلوكنى...لا لا شىء و لكنى تذكرت
حريرتى البيضاء التى كنت ارتديها يومها
يوم ان هدمت موطن قلبى بأعصار غرامك
تهشمت ضلوعى
وانفجرت الدماء لتلون الحريرية
وفاجأتنى بقولك..ما اجمل هذه الحريرية الحمراء
دمعت عيناى من فرط الالم و العشق و اهمالك لحالي
اجبت...لقد كانت بيضاء
جاوبتنى...عجبا, اللون الاحمر اجمل
ياالهى ...فقط استرعى انتباهك جمال اللون ولم تسأل من اين اتى
وغفرت لك لانى ........احبك

يا مرضى و ترياقى ...هل من غرامك من شفاء
هل من الامكان ان تعرف عيناك البكاء لاجلي
هل من الامكان ان يعرف جسدك الشقاء لاجلي
هل لى ان اعتصم فى قلعة غرورك انازل فرسانك
والنصر دونهم او الاستشهاد على ضفاف شريانك
هل من الامكان ان اغتال ..........قلبك
وتعود لتسألنى و الفخر يملأ صدرك
لماذا يا حبيبتى ؟
اجاوب و العشق قد اضاع دهري
لانى ..............احبك

الآن
ابعثوا الاطفال الآن إلى السهول الخضراء
اجعلوا فى يد كل منهم كأسا زرقاء مرمرية
ولا تسالونى  ما الداعي
ستعرفون لا حقا ..فقط اتبعوني
الان ..امتالئي ايتها الكئوس للعاشقين بأمطار عيوني
الان..ارتشفوا ايها الواهمون ..ترى ما مذاقها دموعي؟
لم اعرف قط ما مذاقها...لانك قتلت التميز فينى
لا اعرف هل الشتاء قارص البرودة
ام جمالك جعلني اسبح فى بحوره المجمدة بكل العشق
هل الربيع بهى الطلعة ام فقط هو يغار من بهاءك
هل الصيف مخملى الامسيات
ام فقط وهما زَرعت فى خيالي لطيفك العليل
هل الخريف قاسي على اشجاري التى مكثت الربيع باكمله ارويها بدمي
ام فقط هو يمتثل لاوامرك بتعذيبي
هل النجوم بارقة الليلة لاجلي
ام فقط لتراقبني و تذهب لتشيني لديك
هل البوارج راحلة ام احلامي
هل وطني هو
سعادتك ام هو صراطي المستقيم

عبثا تنادينى وا حبيبة
أحقا!!! احقا انا حبيبتك
تجيبني و الزهو يضيف بريق الماس لجمال عينك
اولا زلتي تسأليني ؟
انت الحبيبة التى قهرت عرش قلبي
وارغمت جنودي على الاستسلام
واستوطنت ضيعتي
فا سكني قصري و كوني مليكتي و احكمي شعبي
واقهري رجولتي بعذوبه جسدك
ومزقي شراييني بحده ضياء جبينك
واجعلي بدلا منها مغذيا لقلبي
رحيق شفاهك
وارمحي فى رياض الماضى و الحاضر و المستقبل  خاصتي يا طفلتي
ارتدى تلك الحريرية فهى المفضلة دوما لدي
اعملي بعصاك السحرية يمنى و يسرى
انبتي الزهر و اورقي الشجر و فجري الأنهار من نبع حبك
انشري اريجك ليملأ الربع
اضحكي و ابكي  لاجلي فقط
اسمعى العالمين صوت بكاءكِ ليعرفوا ان للقهر رجل واحد
واسمعيني انا فقط صوت ضحكاتك الطفولية
التى تداعب عقلي و جسدي و كياني و حسن معتقدي
كتأثير خمر معتق لونه كلون دمائكِ و كذا مذاقه
حتى تؤمني يقينا انى.......احبك

اه ياايها العشيق الأوحد فى ذاكرة ألمي و جسدي
يا ايها الحبيب الذى لا احمل الحياة بدون عذابه
يا ايها ال...........مخادع
اسكنتنى ضيعتك المنيفة
اوجدت الذهب و الربيع و الالم من اجلي
والسعادة من اجلك.. .. فقط من اجلك
اسكنتنى قصرك البلوري فأري الناس و لا يروني
اصرخ لهم مستغيثة...ولكن هيهات ان يسمعوني
فالقصر فقط  لعذاباتي انا و حدي
جعلتني حاكمه شعبك و هم فى ظل قهري لهم سعداء
لانهم يرون فى قهرك اياي عدلا لهم
ولانضم لصفوف اسراك
وذات مساء احكمت انا و القمر خطتى
خطه هروبى من قلبك و معبدك و قصرك وحياتي
اسر لى القمر سرا بالمفر و اضاؤه لي بسناه الواهن
واشار لي ملوحا بالوداع و فى مقلتيه دمعتين
وامتطيت صهوه جوادي لأعدو بعيدا عنك حبيبىي
وقطعت اياما و انا اعدو
لكننى لم اجد النهاية الا عند عيناك
لأني كنت اعدو على كفتيك الخضراوتين
وا  الاماه ..اتركني ارحل
ولا تسالنى عن السبب
لانى.........احبك

ديواني الأول "رواية سهرودية" والذي نُشر في يناير 2014, يمكنك قراءة الطبعة الثانية منه بمعرض الكتاب بالقاهرة 2015 , ويَصدر من "دار مِداد" .



No comments: